عنوان المقال استوحيته من كتاب الفيلسوف والمفكر الإيراني ( علي شريعتي ) بعنوان ” النباهة والإستحمار”، مبدئيا أسجل اعتراضي على إقحام ” الحمار ” هنا ، نظراً لعدم وجود مرادفات لهذه الكلمة ولكوني كذلك اعتبر هذا المخلوق كائناً لطيفاً ومضرب المثل في الجلد والتحمل ، وأرى أن هناك حمير أفضل بألف مرة من كُسالى مسلوبي الإرادة .
” الإستحمار” هو محاولة طغمة أو جهة معينة الهيمنة على المواطنين او مجموعة من البشر بأن تُفْقدهم نباهتهم الذهنية والاجتماعية وتستحمرهم أي تجعلهم حميراً وأن تتحكم فيهم دون مقاومة ، عبر دسّ أفكار استحمارية لجعلهم ينقادون بسهولة للقوى الإستحمارية ، حتى وإن كانوا كارهين لهذا الأمر ، لأنه ببساطة تم استبلادهم ، و عادة ما تكون الفكرة الإستحمارية مُغلفة بفكرة مقبولة دينياً واجتماعياً ، حتى يتم تقبلها وابتلاعها كمن يضع السم في العسل.
الفكر الاستحماري ليس له دين أو أخلاق بل له مصالح يعمل جاهداً للمحافظة عليها فهو لا يستثني أحدا سواء في الدول المتقدمة أو الفقيرة، حسب رأيي المتواضع فإن الإستحمار الديني لهو أشدّ الأنواع رواجاً وانتشاراً وقوة ، لاعتماده سياسة تهميش العقل وإدخاله في عطالة أبدية والبعد عن العلم وهجر المعرفة .
خلاصة القول كلما زاد الإستحمار كلما نَقُص العدل ونقص الوعي وغاب التفكير مع العلم أننا أمة ” اقرأ”…والقرآن أساسا يخاطب العقلاء .