العشوائية بعاصمة جهة الشمال تتجلى في سوء تدبير الشأن العام
أحمد العمراني
تعرف مدينة طنجة تطورا مذهلا فاق كل التصورات سواء على مستوى البنيات التحتية أو فيما يخص توسع المناطق الصناعية الكبرى و إحداث أكبر ميناء سياحي في المغرب سيستقبل الآلاف من السياح سنويا من مختلف دول العالم ، لكن المشكل يكمن في وجود عشوائية مزمنة ما زالت سائدة في تدبير المجال الترابي و تدبير الشأن العام و غياب سياسات عمومية للنهوض بالقطاع السياحي المرتبط بضرورة تأهيل المآثر السياحية و المواقع التاريخية و إنجاز دليل للسياح مع توسيع بنية العرض السياحي من خلال التشجيع على إنجاز المزيد من الفنادق و الإقامات السياحية و المخيمات المصنفة في إطار تنويع الخدمات السياحية .
المؤسف هو غياب إستراتيجية واضحة بمخطط ناجع من أجل جعل مدينة طنجة وجهة سياحية عالمية مفضلة بحيث الكثير من المواقع الأثرية تتعرض للاندثار بالإضافة لغياب برنامج و دليل سياحي يكون رهن إشارة السياح عند نزولهم بطنجة .
و تتجلى العشوائية كذلك في سوء تدبير الشأن العام حيث تغيب المخططات و البرامج و المشاريع التي تنظم الشأن العام بما فيها السير و الجولان و الأسواق الشعبية التي تتحول إلى فوضى و عربدة و احتلال للشوارع بالحي الجديد خارج أسوار سوق كساباراطا و حي طنجة البالية و حي بنكيران وحي بئر الشفا و غيرها فنجد الفوضى العارمة و الأزبال و الشجارات و الصراخ و الضجيج و توقف السير و الجولان ابتداء من الساعة الثامنة صباحا لغاية منتصف الليل .
فلا يمكن أن ننتقل بمدينة طنجة من مدينة متخلفة و عشوائية إلى مدينة عملاقة و عالمية دون أن تتدخل الجماعة الحضرية و مقاطعاتها و السلطات المحلية لوضع حد للفوضى و العشوائية و تنظيم الباعة المتجولين ووضع جدولة زمنية للأسواق الأسبوعية ومنع احتلال الشوارع و الأزقة لحماية المارة و الساكنة من كل الآفات الناتجة عن عدم التدخل في الوقت المناسب و تطبيق القانون، وبصراحة الفرق بيننا و بين جيراننا في الشمال اسبانيا هو أنهم منظمون و يطبقون القانون لردع المخالفات و التجاوزات حماية للمواطنين و راحتهم .
كلنا نحلم بمدينة طنجة التي تجاوزت في جمالها العديد من المدن الاسبانية بمساحاتها الخضراء و الكورنيش الشاسع و الأضواء .لكن تبقى العديد من الأحياء القديمة خارج التغطية و تستدعي برنامج خاص لهيكلتها و تأهيلها كحي طنجة البالية القديمة و حومة الشوك و حي الشرف و حي مغوغة ..