ساقتني الأقدار أن ألج – ما يدعى جزافاً ” مستشفى” – إذ لا شيء يوحي أننا فعلا في مكان يقدم خدمات علاجية للمواطنين، ( دي طوفار ) ، اسم بناية بمنطقة سوق البقر بطنجة مستوحى من اسم رجل عشق هذه المدينة وتبرع لصالحها بجزء كبير من ثروته ومن بينها الأموال التي بُنِي بها هذا المسمى ” مستشفى ” .
ومن غرائب الصدف أن تضم هذه البناية جناحا خاصا بمستودع الأموات في إشارة ضمنية أنك لن تخرج من هنا حيّا ، قد تجد كل شيء داخل هذه البناية ، من زبونية ورشوة واحتقار واسترخاص حياة المواطنين الشيء الوحيد المفقود هو الاستشفاء ، واحترام حياة الناس .
مستشفى الدوق دي طوفار مَفْرخة للجثث وليس مستشفى يقصده المرضى لتلقي العلاج…
ادخل في الموضوع …امرأة مصابة بسرطان الدم ، الطبيبة الوحيدة المختصة ( أقول الوحيدة ) أي لمليوني شخص بهذه المدينة لم تكلف نفسها فحص المريضة التي تصارع الموت وقبالتها سيدة في نهاية عقدها الخامس تكتب قرار إحالتها على مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء دون الاكتراث لحالتها الصحية والنفسية ، النفس الوحيدة التي شاهدتها هناك هي نفس الطبيبة ( الطالعة في السماء ) وكأنها ملكت الدنيا ونسيت أنها تقبض مرتبها السمين من ضرائب هذا الشعب .
هوّن عليك يا طبيبة يا من حلفت بقسم أبي قراط فلهؤلاء رب رحيم يشملهم بعطفه أما أنت وأمثالك فلا محالة سيأتيكم يوم تعرفون فيه ما يقاسيه فقراء هذا الوطن البئيس.