ولاية طنجة تستسلم لمافيا ملاعب القرب

أحمد العمراني 

شيدت ولاية طنجة أكثر من 40 ملعبا لكرة القدم معشوشبة بمدينة طنجة ذات الحجم المتوسط و الكبير يمكنها استعياب أكثر من 100 ألف طفل و شاب خلال الأسبوع ، لكن الخطير الذي يجب الحزم فيه و التصدي له هو تحول العديد من هذه الملاعب إلى فضاء تجاري لبيع المقابلات ب 300 درهم و 400 درهم، بالطبع تؤديها فرق مكونة من أطفال أو شبان من أسر في وضعية هشاشة في الأحياء الهامشية ، فلنتصور كيف يمكن أن يحصل طفل أو شاب على 20 درهما كل مساء؟ و كيف يمكنه الحصول على 500 درهم شهريا ليداوم اللعب مع فريقه و هو لا يشتغل بل يطلبها من أسرته ؟و منهم من يلتجأ لطرق مخالفة للقانون و السلوك المدني للحصول عليها و ما أكثر هذه الطرق .
إذا كانت ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، و في إطار مشروع طنجة الكبرى تعمل جاهدة على النهوض بقطاع الرياضة و تعميم الاستفادة من الأنشطة الرياضية بتشييد ملاعب القرب لاحتضان عشرات الآلاف من الأطفال و الشباب و تجنيبهم الانحراف و مختلف الشوائب ، فإن واقع تسيير هذه الملاعب تدفع الأطفال و الشباب على الحصول على المبلغ المالي للمساهمة به مع فريقهم من أجل اللعب ،و بالطبع هناك يكمن الداء الذي يتوجب التدخل العاجل و الصارم لتصحيح الخلل .
و هناك اقتراحات بإنجاز دليل مسطري و دفتر تحملات تجبر مجانية الاستفادة من الملاعب مع مساهمة الفرق في تدبير الملعب و البحث عن شراكات و الدعم من طرف المقاطعات و الجماعة الحضرية و مجلس الجهة ، و أما استمرار المستحوذين على هذه الملاعب بطرق غير قانونية و فرضهم لمبالغ و إتاوات كبيرة من أجل اللعب فهذا ضد أهداف برنامج طنجة الكبرى .
و يمكن كذلك للشركات و المقاولات الكبرى احتضان هذه الملاعب و بتدبير مباشر من جمعية رياضية مختصة تحترم دفتر التحملات و الدليل المسطري .

الرياضة للجميع تتطلب تدخلا عاجلا لوقف الاستغلال العشوائي لملاعب شيدت لأجل أطفال و شباب الأحياء، و ليس لأجل أفراد ينهبون جيوب الناشئة و يدفعونهم لارتكاب مخالفات قانونية و سلوكية لأجل الحصول على المبلغ المالي من أجل اللعب .

و أكبر غائب هو مندوبية الشبيبة و الرياضة التي عليها الإشراف المباشر لملاعب القرب و تبتكر الطرق الناجعة لتسيير و تدبير أمثل لها ووضع سياسة عمومية للنهوض بالرياضة محليا ، و كذلك الشأن لمندوبية وزارة الصحة حيث يمكنها توفير ممرضين مختصين في الرياضة و سيارات إسعاف للتدخل العاجل في بعض الحالات تكون فيها بعض الإصابات و الكسور إلخ .
وهذا لا يعني أن كل هذه الملاعب ترتكب فيها المخالفات بل هناك ملاعب نموذجية و تستحق التنويه على مستوى التدبير و التسيير و تعدى ذلك لإحداث أندية حقيقية لكرة القدم .