وزان مدينة التعايش بين اليهود و المسلمين

محمد الخلوطي 

على  الطريق الوطنية  من مكناس إلى الشاون ، هناك وجهة غالبا مهملة، وهي وزان. مدينة تقع على الشريط الجنوبي لجبال الريف، كانت في وقت من الأوقات ملجأ ليهود الأندلس والمجرمين وذلك في أواسط وأواخر القرن الرابع عشر ،  وبها شيخ يسمى المولى عبد الله بن براهيم وهو الذي حاول أن يصبح سلطانا في المغرب سنة 1700 ،  بالنسبة لليهود فقد كانوا يعتبرون ربيع عمران بن ديوان كأهم شخصية دينية في المنطقة، والكثير من المؤمنين اليهود يقومون بزيارة قبره ،  و يعتبر الأمازيغ الذين يقطنون المنطقة مدينة وزان إحدى المدن المقدسة أو الشريفة على صعيد المغرب.

في سنة 1700  قام المنحدرين  من منطقة فاس بإنشاء مجموعة عرفت ” بالطبية ” وأصبحت القوة الحاكمة في المدينة، وبعد ذلك أصبح مولى براهيم الرجل الشريف يرأسها، ولقب الشريف في المنطقة  يتمتع بإحترام خاص و ينظر إليه باحترام شديد، كان يعيش في مكان عبادة خارج المدينة محاط بالحدائق،  هذه الحدائق فقدت بعض مجدها الماضي، لكنها ما زالت في وضع جيد، ولأن المنطقة الآن خلت من اليهود، الشريف يقال أنه يسيطر على الجانب الديني في المنطقة كلها ،النصف الجنوبي من مدينة وزان  كان مخصصا لليهود   وهناك تأثير أندلسي بارز وخصوصا في شكل المنازل، وهناك يهود مشهورون  مدفونين في مقبرة خارج المدينة تسمى ” أزجرم”.

واحدة من أشهر القصص القادمة من المنطقة هي حين تزوج الشريف سيدي عبد السلام  من البريطانية إميلي ني وهي مسيحية في أواخر سنة 1800، لهذا طلق زوجاته المسلمات الثلاثة، الطلاق والزواج أحدث ضجة لدى السكان الذين لم يعودا ينظرون إلى الشريف كزعيم روحي كما كان من قبل. بالإضافة إلى هذا فقد كان مدمن كحول و كيف “حشيش” ميلي استقرت بالمغرب وعند وفاتها أحذت إلى كنيسة سانت أندرو بطنجة لتدفن هناك، ويعتبر قبرها جدبا مشهور للزوار ، على العموم فمدينة وزان لها روابط تاريخية لكل من المسلمين واليهود. فهي مكان يدعى الكل أنه ترك عجائبه هناك، تجول بجانب المقبرتين اليهودية والمسلمة لكي تكتشف وتقدر أنه رغم الاختلاف بين الديانتين فهما عاشوا في انسجام جنبا إلى جنب.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

x

Check Also

إحباط تهريب 200 ألف يورو خارج التراب الوطني

طنجة اليوم : مراسلة أحبط التنسيق الأمني بين للشرطة  و الجمارك  في ...