حسن الحداد
كل المواعيد التي قدمت بشأن نهاية الأشغال الخاصة بتهيئة الكورنيش لم تحترم، حيث لم يكتمل من المنجزات بكيفية نهائية إلا المستودعات تحت أرضية الخاصة بإيواء السيارات ، والتي تم إنجازها في ظرف قياسي. في حين تخلفت باقي الأشغال عن موعدها، خاصة في الجانب المتعلق بإعداد فضاءات الاستقبال، ممثلة في تبليط المعابر والساحات العمومية (بالإسفلت)، ووضع الكراسي المخصصة للاستراحة، وكذلك تنقية رمال الشاطئ، وإعداد المراحيض العمومية والمغسلات ، وتهيئة المساحات الخضراء، وتوفير المرافق الضرورية الخاصة بالمصالح الإدارية المعنية بتنظيم الشاطئ وبالنظافة، والوقاية المدنية ، والمكتب الصحي.
فلا يمكن أن تنمحي من الذاكرة تلك المشاهد المؤلمة التي ميزت شاطئ طنجة خلال السنوات الأخيرة ( سيارات فارهة مركونة فوق الأرصفة ووسط قارعة الطريق ، مطاعم عشوائية متنقلة في الهواء الطلق، روائح كل أنواع الشواء بعد تحول عدد من الأماكن إلى مواقد ، انتشار النفايات والمواد الصلبة داخل جنبات الشاطئ وفوق الرمال، حضور قوي للدواب وهي تصول وتجول وتلقي بروثها في كل مكان، انبعاث روائح القاذورات من كل مكان ، هيمنة كل أشكل التسول وممارسة التحايل على رواد الشاطئ..سباقات جنونية لأصحاب السيارات والدراجات وعربدة وسط الطرقات، أنتعاش ظاهرة النشل والسرقة والاعتداء على رواد الشاطئ ، وتحدي سافر للقانون على كل المستويات )
فلا يعقل أن تفتتح أبواب الشاطئ والكورنيش في وجه العموم دون أن يتم توفير المرافق الصحية على امتداد عدة كيلومترات ، كما أن رمال الشاطئ ككل لا زالت ممتلئة بالنفايات ومواد الردم ومخلفات البناء المدفونة تحت الرمال .. أما الجانب الشرقي من الشاطئ الذي تم تحويله إلى فضاءات إسمنتية فقد أصبح خاليا من الرمال التي تعرضت للنهب ولم يتبق إلا الأتربة المتراكمة المتخلى عنها خلال إنجاز أشغال التهيئة ، وعليه نطالب الجهات المسؤولة باتخاذ جملة من التدابير العاجلة من أجل إنقاذ الموقف والتقليل من الأضرار والسلبيات بالنسبة لها الموسم :
– شن حملة شاملة للنظافة للتخلص من النفايات الصلبة والردم والمواد الحادة والأحجار والأتربة ومخلفات الأشغال ، يشارك فيها عمال البلدية والنظافة والإنعاش..
– تجديد الرمال وتسويتها لمنع تدفقها على الكورنيش الداخلي …
– التعجيل بتوفير المرافق الصحية على صعيد كل الشريط الساحلي ..
– توفير المرافق الخاصة بمصالح الأمن ، والحراسة ، والنظافة ، والوقاية المدنية ، والصحة ، ..
– منع كل السلوكات العدوانية التي تؤدي إلى تلوث الشاطئ وإتلاف ممتلكاته وتجهيزاته، ويشمل ذلك ( منع الكلاب والدواب والعربات الخاصة ببيع الأكلات الخفيفة، والباعة المتجولين، والألعاب الرياضية والمثيرة للضجيج، وكذلك إدخال المأكولات وإعداد الأطعمة داخل الشاطئ والكورنيش.
– منع الأنشطة المستفزة التي تخلق تشوها داخل المحيط، (كنقاشات الحنة، وظواهر التسول، وألعاب القمار ، والمشردون، والدواب التي تستعمل في التقاط الصور التذكارية، واستعمال الموسيقى المزعجة ..)