ما أن تكتب على محرك البحث على الشبكة العنكبوتية كلمة المغرب، سياحة جنسية ، حتى تظهر لك الآلاف من المقالات المتعلقة بالموضوع، تتصدرها إعلانات من مواقع متعددة تعلن مثلا أن السياحة الجنسية مزدهرة في المغرب، وأن مراكش جنة الشواذ، وفي موقع آخر يعلن عن خريطة المواقع السياحية في أكادير التي يمكن فيها ممارسة الجنس زيارتها دون مضايقة من السلطات المحلية، كما تجد أخبارا وصورا عن خليجيين يفضلون قصورالرباط من أجل الالتقاء بفتيات صغيرات السن، بل وصل الأمر في أحد المرات إلى إعلان شركة بلجيكية عن تنظيم رحلة جنسية إلى المغرب، مستغفلة المسؤولين بكل من الفندق المستقبل، وشركة النقل السياحي، والذين ما إن سمعوا بأهداف الرحلة المشؤومة ونقل تفاصيل المؤامرة عبر وسائل الإتصال حتى أعلنوا براءتهم من هذا العمل ، ووصل الأمر بأحدهم إلى إعلان نيته مقاضاة الشركة البلجيكية، وقد اضطر المنظمون بعد ذلك إلى إلغاء الرحلة، لكن مساعيهم لم تتوقف، إذ أعلنت بعد ذلك شركة سويسرية عن تنظيم رحلة مماثلة فضح أمرها أيضا عمل صحفي.
شبكة الانترنيت لعبت و ما تزال دورا خطيرا في إعطاء صورة مخجلة عن المغرب وعن سهولة ولوج السياح الأجانب لسوق النخاسة الجنسي، مما سهل التطور السريع لشبكات الدعارة والسياحة الجنسية، وحول البلد سنة بعد أخرى إلى محج للسياح الباحثين عن اللذة الجنسية المحرمة، خاصة مع القاصرين والقاصرات، بدليل الفضائح المتتالية التي هزت بعض المدن وصلت أصداؤها إلى المحاكم، وكتبت في شأنها المنظمات الدولية والمحلية المهتمة تقارير صادمة دقت ناقوس الخطر، كما ألقت عليها وسائل الإعلام الوطنية والغربية
أضواء كشفت بالملموس الطرق السرية والعلنية للسياحة الجنسية بالمغرب، لكن ذلك لم ينفع في تنبيه المسؤولين لاتخاذ الإجراءات اللازمة، بل وتطورت الأمور بسرعة إلى أن أصبحت هذه المدن متخصصة في نوع خاص من السياحية الجنسية، فاقترن اسم مراكش بالشواذ واستغلال القاصرين، و الرباط بالسياحة الجنسية الراقية، و أكادير بالصور البورنوغرافية الموجهة إلى الخارج… ونتج عن كل ذلك مآسي اجتماعية وأخلاقية لا تحصى…
هذه الشهرة العالمية جعلت عددا من الجمعيات الوطنية تدق ناقوس الخطر، بل إن مغاربة أمريكا أنشؤوا جمعية للتحذير من انتشار ظاهرة السياحة الجنسية ، وتقول الجمعية إنه في حين أن جزءا كبيرا من الاهتمام الدولي للسياحة الجنسية للأطفال يذهب إلى تايلاند وبلدان أخرى في جنوب شرق أسيا، إلا أن المغرب أصبح أيضا القبلة المفضلة لكثير من السياح الباحثين عن المتعة الجنسية مع الأطفال، كما أن الصعوبات الاقتصادية للمغرب تسهم في الازدياد المقلق لهذه الصناعة، وتقول الجمعية إنها بصدد شن حملة تحسيس واسعة بين السياح الأمريكيين والأوروبيين ليعلموا أن كل من قام بجولة إلى المغرب مع النية على الدخول في نشاط جنسي مع طفل سيعتبر ضد القانون، وسيعاقب على جريمته النكراء، سواء في المغرب أو عند رجوعه إلى بلاده. واعترفت الجمعية أن مهمة وقف السياحة الجنسية في جميع أنحاء العالم يبدو من المستحيل، كما أن وضع حد لذلك في المغرب يبدو صعبا.