يصعب التمييز بين الجهوية الموسعة والجهوية المتقدمة

Résultat de recherche d'images pour "‫الفرق بين الجهوية المتقدمة والجهوية الموسعة‬‎"
نفعي  عزات

في الواقع يصعب التمييز، بين الجهوية الموسعة والجهوية المتقدمة، لدرجة أن الأساتذة الجامعيين، والباحثين والأكادميين، احتاروا في كيفية الفصل بين المفهومين، اللذان كلما بدا التشابه بينهما من جهة، إلا وانبزغ الإختلاف بينهما من جهة أخرى،  بيد أن الجهوية كما عرفها الخطاب الملكي يناير 2010 بأنها محطة هامة ومنعطفٌ حاسم، يراد من خلاله تطوير وتحديث هياكل الدولة، والنهوض بالتنمية المندمجة، قبل أن تكون إجراءا إداريا أوتقني.

وفعلا وبعد استحقاق الرابع من شتنبر أصبح المغرب اليوم يشهد انتقالا من الجهوية الناشئة بعوائقها البنيوية والوظيفية، نحو جهوية أخرى أكثر تقدما وتقدما، ستنتقل فيها الإختصاصات أخيرا من المركز إلى الجهات، المستفيدة  مسبقا ، من المناخ القانوني الذي أوجده دستور 2011 وما جاء في فصله الأول بتعريفه لتنظيم المملكة الترابي، بأنه لا مركزي ويقوم على الجهوية المتقدمة، والتي تعتبر الخطوة الأولى، من مشوار الألف ميل، مشوارالجهوية الموسعة،  فنجاح “المتقدمة” هو السبيل الوحيد للمرور نحو الفصل الثاني من المحطة التي تعتزم الدولة بدأها في المستقبل من الصحراء، وانطلاقا من جهتي العيون الساقية الحمراء، وجهة الداخلة واد الذهب، بإعتبارهما قوة الدفع  لتنزيل هذا المشروع السياسي الضخم.

هو إذن تمرين ستخوضه جهات المغرب الإثنى عشر، والذي من خلاله ستتم اتاحة الفرصة لهذه الجماعات الترابية، وما ستمتعُ به من الشخصية المعنوية ومن الإستقلال المالي والإداري، كي تقف على رجليها، وتعرف حاجياتها وتحدد أولوياتها، وتتعلم الإعتماد على نفسها، بعيدا عن المركز وقراراته. ولن يتأتى هذا سوى بتكريس الجهوية المتقدمة عن طريق التدرج السريع الإيجابي،وليس بالتدرج السلبي الذي غالبا ما يطبعه البطئ والتراخي، ثم إنها مناسبة لإكتشاف نقط الضعف الجهوي ومكامن خلله.

                                                          أشكال الجهوية الثلاثة  

الأولى وظيفية تمارس فيها الجهة اختصاصاتها المحددة لها من قبل الدولة، أما الثانية فهي الجهوية الإدارية، التي تجسد اللامركزية الإدارية وفي إطارها تدخل الجهوية المتقدمة، ثم الجهوية السياسية التي تمثل أعلى درجات اللامركزية السياسية، حيث يمكن للجهة أن تتمتع بصلاحيات واسعة، كتشريع القوانين، وسلطة التنفيذ، وسائر أنواع الإدارة وأوجهها، وهنا في هذه النقطة بالتحديد تنطلق مرحلة الجهوية الموسعة أو الحكم الذاتي بالمعنى الأصح.  إن بناء الجهوية ككل هو أشبه ببناء المنزل حيث لا يمكن له أن يستقيم إلا بأعمدة قوية يمكنه الإستواء عليها والوقوف، لذا فإن الجهوية بشكلها الموسع يستحيل تنزيلها وبنائها هكذا فجأة بدون مقومات، لابد لها من أرضية ومن تخطيط وإعداد يناسبان حجمها ومقدارها….الجهوية المتقدمة أولا، وها نحن نعيشها، ثم الجهوية الموسعة ثانيا في انتظار عيشها…

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

x

Check Also

تطوان : دركيين بمطار سانية الرمل يسقطان في شر أعمالهما

طنجة اليوم : مراسلة فتحت النيابة العامة المختصة بحثا قضائيا مع دركين ...