متــــــــــــــابعة
عندما نتساءل من يحكم العالم؟ والقول للتشومسكي- يتبادر إلى الذهن الفاعلين في شئون العالم وهم الدول، وخاصة الدول العظمى بقراراتها وعلاقاتها البينية، هذه الإجابة ليست خاطئة، ولكن يتخللها كثير من التضليل والخداع، فالدول لها تركيبة داخلية معقدة، وتتحكم في قراراتها واختياراتها القيادات السياسية الواقعة تحت تأثير قوى أخرى، لها نفوذ داخل تلك الدول، بينما التيار الشعبي في المعظم مُهمش، وهذا صحيح حتى في المجتمعات الديمقراطية.
لا نستطيع أن نعرف من يحكم العالم إلا إذا سلطنا الضوء على “أسياد البشرية” كما أسماهم رائد الاقتصاد السياسي الاسكتلندي “آدم سميث” في كتابه الشهير “ثروة الأمم” عام 1776 وهم “التجار وأصحاب المعامل والمصانع” في إنجلترا آنذاك، وفي أيامنا هذه “التكتلات والشركات المتعددة الجنسيات” والمؤسسات المالية الضخمة، والتي تقف خلف كثير منها قوى يهودية تتعارض أحيانا في أهدافها وتوجهاتها مع المصالح الأميركية!، في هذا النظام العالمي المعاصر، فإن مؤسسات “أسياد البشرية” وهم “أباطرة المال” تمسك بتلابيب سلطة كبيرة، تأثيرها ليس فقط في المجتمع الدولي، ولكن أيضا في داخل بلدانها حيث تحصل على الدعم، وتمنح في المقابل دعما اقتصاديا كبيرا نظير توفير الحماية اللازمة لها.