سعيد أخديم
بدأ مفهوم المدن الذكية، يتردد على مسامعنا أكثر من أي وقت مضى، بعدما اعتادت آذاننا على عبارات مثل، والتلفزيون الذكي، والسيارة الذكية، والمنزل الذكي، ويبدو أن “الذكاء” أصبح بحجم كرة كبيرة تتدحرج لتضم مدناً بكاملها في عصر باتت فيه تقنية المعلومات والإتصالات ركن أساسي في حياتنا اليومية. ولكن ما هو مفهوم المدن الذكية، وما هي خصائصها؟ وكيف تتم تلبية خدمات السكان؟ وفي أي بقعة في العالم، بدأت هذه المدن تزدهر؟ وهل من الممكن أن يعيش كل البشر في مدن ذكية في المستقبل؟ وما الهدف منها ومتطلبات وجودها؟ وهل تعتبر المدن الذكية مكان فاخر لبعض المواطنين، أو مكان مفتوح لجميع السكان؟
وتعتبر المدن الذكية بمثابة نموذج عن التطور في حياتنا الحضرية فضلاً عن ابتكار بيئة تكنولوجية توفر الإتصالات السلكية واللاسلكية وتطوير استراتيجية تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، والخدمات المبتكرة. ويمكن لسكان المدن الذكية الوصول إلى أي تطبيق، والتحكم بوظائف متعددة بلمسة زر ، وتعرف المدينة الذكية بأنها مدينة رقمية، أو إيكولوجية، إذ تعتمد خدماتها على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مثل أنظمة مرور ذكية تدار آلياً، وخدمات إدارة الأمن المتطورة، وأنظمة تسيير المباني، واستخدام التشغيل الآلي في المكاتب والمنازل، واستخدام عدادات للفوترة والتقارير.
أهداف المدن الذكية يمكن تصنيفها تبعاً لثلاث فئات: زيادة الاستدامة، وتحسين حياة المواطن، والنمو الاقتصادي، ويؤدي استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المدن الذكية إلى ايجاد حلول مبتكرة لقضايا مثل الاستدامة الحضرية والمياه والكهرباء والنقل، ويمكن لوسائل النقل المتعددة الوسائط خفض وقت تنقل المواطن من خلال السماح له بالتخطيط مقدماً لرحلته والوصول إلى الوجهة النهائية بكفاءة، ما سيزيد من استخدام وسائل النقل العام والحد من استخدام السيارات وانبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون “، وينطبق الأمر ذاته، على إدارة حلول الطاقة للعملاء، والتي تتيح لمزودي الطاقة لإدارة الطلب على الطاقة والاستثمارات في محطات توليد الطاقة.
و يشكل المواطنون الجزء المركزي في المدينة الذكية، إذ أنهم الفئة الأكثر استفادة، ويعتبر إشراك المواطنين بمثابة المفتاح في أي نقطة اتصال مختلفة، أما الخدمات وتبني المبادرات فستعمد إلى إحداث فرق بين النجاح وفشل مفهوم المدن الذكية.