اشجار وارفة الظل تغطي مجموعة من الاحياء والتجمعات ،مساحات خضراء زينت بالورود الحمراء والصفراء والزرقاء ….مجاري مائية صاخبة بزقزقة العصافير التي عادت لتشيد اعشاشها وتؤنس لعب اطفال احياء مدينة طنجة ، مشاهد جميلة عاشها الجيل السابق بطنجة الزاهية والعالية ، حيث كان الانسان الطنجي البسيط والمتحضر والمنفتح على ثقافات العالم يتثمن كل ماهو طبيعي ويدمجه في سياق التطور وتنمية المدن والحواضر التي كانت فعلا مستدامة، طنجة اليوم نكست تاريخها الطبيعي الزاهي لتستقبل عصور الانحطاط :
1- اقل من 300 هكتار من المساحات الخضراء لاكثر من مليون ساكن بالمدينة ، فسكان مقاطعة بني مكادة مثلا لايستفيدون الا باقل من متر مربع للفرد ، ويبقى الخصاص اكثر من 700 هكتار لسد هذا الخصاص المهول .
2- تدهور غابات طنجة حيث تراجعت باكثر من نصف مساحتها في العشر السنوات الاخيرة ، الغابة الديبلوماسية وغابة الرهراه الاكثر تضررا.
3- غزو نباتات مستعمرة لمدينة طنجة ، خصوصا النخل المعدل وراثيا والعشب الاصطناعي والذي يستهلك فاتورة للماء تفوق مليار و200 مليون سنويا ، فيما لازالت احياء بالمدينة بدون ربط منزلي لهذا المكون الحيوي، فيما اكثر من 1300 الف مترمكعب من المياه العادمة ترمى في مياه البحردون الاستفادة منها وتتسبب في تلوث الشاطئ الذي كان ذهبيا لمدينة طنجة .
4 – اغلب المشاريع التي همت المناطق الخضراء كانت موجهة لتجميل المحاور الكبرى للمدينة والمناطق السياحية والاقتصادية فيما تم اقصاء مواطني الاحياء من فضاءات خضراء تجعل العيش عيشا كريما حقيقة .
5 – طنجة الخضراء اصبحت مشوهة الملامح بسبب قطع اغلب الاشجار المعمرة وتغطية مجاري الاودية المعروفة وهو ما ادى الى نفوق مجموعة من الطيور التي كانت تعيش بجنبنا في طنجة ، حيث تم اليوم طرد جل الاحياء التي تواجدت بمدينة طنجة ، والمتبقية في طريقها الى الانقراض بسبب اسلوبنا في التخطيط الحضري الذي جعل من الاسمنت والزفت عنوانه الاساسي بدل ان يتم تثمين مؤهلات المدينة الطبيعية ، بل وتعويض تلك المؤهلات الطبيعية بطبيعة مصطنعة زائفة …..
طنجة اليوم تناشد من استباح غابة الرميلات قبل شهرين والرهراه اليوم…ومن ينفذ تصاميم التهيئة بدون معدل مقبول للمساحات الخضراء …ومن مكنه الناس من الترافع على الحقوق البيئية للمواطن الطنجي و هو اليوم في سبات ….مناشدة تروم انقاد ما يمكن انقاده من طبيعة مدينة ظلت فاتحة ذراعيها عبر التاريخ والعصور للجميع .