الإسلاميون بحاجة إلى صياغة قواعد سياسية وتكتيكية واقعية

 محمد بلمختار

لاحظ  المفكر الأمريكي  غراهام فولر –بحق- أن “أحد العيوب الرئيسية في الأنظمة الاستبدادية هو أنها تغلق سبل التجارب السياسية والنضج السياسي أمام الناس،  فالإسلاميون في البلدان العربية مثلا  بتركيزهم على موضوع الاستيلاء على السلطة رأسا -دون خطوات تمهيدية- لن تكون أمامهم فرصة لتعلم أي شيء عن المسار السياسي نفسه، بما فيه التفاوض والتنازل، وصناعة القرار، وتطوير قواعد إجرائية في ممارسة السلطة.

 

كما لاحظ فولر “حاجة الإسلاميين إلى السائد. وهو أمر يتطلب استيعابا عمليا للمسرح السياسي،  فالإلحاح على المبادئ العامة لا يغني شيئا، إذا تم تضييع فرص الاستفادة من الواقع السياسي والاجتماعي ، لذا فإن أهم ما في العلاقة الطبيعية بالسلطة، والمشاركة في المعترك السياسي المحلي -على علاته– إنهما يمكنان الحركة من اكتساب خبرة عملية هي في مسيس الحاجة إليها للمستقبل، ويضمنان للحركة تطورا طبيعيا، دون طفرات مباغتة تؤذي مسيرتها، وتؤذي المجتمع برمته، كما حدث في تجربة “الجبهة الإسلامية للإنقاذ” الجزائرية في التسعينات ،  وأقل ما تثمره العلاقات السلمية بالسلطة والمشاركة فيها أنها تخفف من حماس الإسلاميين إذا وصلوا إلى قيادة مجتمعاتهم، وتجنبهم مساوئ الانتقال المفاجئ، التي قلما تسلم منها الثورات.

إن الثورة الإيرانية لما حصلت على نصر مفاجئ -وقوده الحماس وليس الخبرة- وانتقلت بإيران من النقيض إلى النقيض، من الشاه إلى الخميني -دون تمهيد كاف – جرها ذلك إلى ارتكاب أخطاء سياسية ودبلوماسية جسيمة –مثل احتجاز الرهائن الأميركيين- لاتزال تدفع ثمنها حتى اليوم.

 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

x

Check Also

فيديو يوثق لجرائم الشيعة في العراق بحق السنة

طنجة. اليوم : متابعة شاهدوا جرائم بحق السنّة العراقيين يقترفها ‎الحشدالشيعي الذين ...