ليلة “خمرية” في ضيافة العود بمهرجان تطاون للموسيقى العالمة

يوسف بلحسن

البارحة كان لي موعد مع “العشق”، البارحة دلست خلسة إلى مسرح “اسبانيول” ، تحاشيت الأصدقاء،لم أرد أن يغير صفو أمسيتي حديث هامشي حول ” بورديوس “الوالي او موازين الماجدي ، او الرئيس المخلوع/المثبت .

فضلت أن أدلس الى مقعدي في المسرح لأنتشي خمرتي خلسة ، لا خوفا منكم، أبدا ،فخمري معتقة مطلوبة ،بل ومفضلة لكم جميعا ولكن بعضكم يضيع “حقه” في “المتعة” ولو كان اثنا عشريا … في الصف الأول وإلى جنب تلك “السميرة”؛ زينت الفضاء معالي سفيرة الهند ، لم احفظ إسمها(أو لم يقل لنا في مقدمة الكلام ؟ لا يهم )لكننا نذكر في لاشعورنا هند الأفلام وهند الموسيقى .

يمكنني الان أن انشف مسامعكم /ولكن، بأغنيات هندية …وما أروعها وهي تنساب بين تلك الدفة من الطبلة ذات الصوت القوي والبديع .

موسيقى الهند حضرت بقوة في مهرجان تطاون عاصمة الموسيقى العالمة .. .وأمسية البارحة كان رائعة بوصلات من لون “الراغا”وعلى مثال موسيقانا الاندلسية تقسم وصلاته حسب ساعات النهار والليل وحسب الفصول ، والبارحة انتشينا “كأسين” من خمرة الهند ، وصلة “راغا بيهاك” وهي لأهل الربع الثاني من الليل ثم جزأ “راغا بيكو” للجزء الثالث منه.

وكما كان منتظرا تمكنت الفنانة الهندية الشهيرة “سوابنا داتار” ملكة الكمان وخبير الطبلة الهندية الشهيرة “فيبناف خاندولكار” من كسب معركة الجمهور باعترافات وتصفيقات، ليلة البارحة افتتحت قبل وصلة الهند بتجربة أخرى جميلة لمجموعة “خوري بروجيكت” المكونة من عازفين من فلسطين والاردن وفرنسا .. هي متعة مغايرة بذوق رائع ،هي تجربة اصولها شرقية عربية متفتحة على موسيقى عالمية كالجاز الفلامنكو.

وفي قطعة (جولة)طافت بنا المجموعة نحو الارض المقدسة وجابت بنا شوارع القدس.. وبتلك الالات الموسيقية الفريدة التي لا تحمل اسما والتي نشاهدها كثير ا في مثل هذه المهرجانات ، تحركت للحظات نغمات متعددة لمدارس مختلفة ، عازف ألة القانون ماهر وان كسر للحظات الكلاسيك وصديقاه في الكمان والعود مكملان للنصوص وبين الفينة والاخرى ينزوي مبدع الطبلات/الباتري .

الفرنسي ليغرد مع السرب وحتى خارجه والمجموعة ككل قدمت وصلة ممتعة ولحظات لذة،  وبما ان الليلة كانت مخصصة في عمقها للهند وحتى لا نكرر نفس “الشراب”….برمج صناع المهرجان موفقين (من بينهم التقال واليعلاوي وسميرة وأخرين ….) تجربة اخرى لمزج هندي باكستاني ، مجموعة “افتاب” تحتضن روح الصوفية وتلعب على تمازج الارواح .

وقبل استيلائهم على منصة الطرب في ليلة العود التطوانية قام عناصر المجموعة بزيارة لاضرحة المدينة وعبروا عن سعادتهم لحسن الاستقبال وحتى يواكبوا القول بالفعل ، اطربوا الحضور بوصلات في المديح بلغتهم الاصلية ومن أشعار سيدهم محمد اقبال .

استرقنا كلمات للذكر بالعربية وان كنا اصلا حضرنا للترانيم وما همنا من القول العجمي الا موسيقاه الرائعة وأمسية ذاك المزيج الشرقي كانت حقا جميلة ومطربة حتى الثمالة. هنا يكتمل سكر الليلة الثانية . غدا ليلة عشق اخرى في مسرح اسبانيول ومعها يفرض الصمت والانصات الروحي فمعدرة إن لم أكلمكم وأكلمكن….. مادام القلم مرفوعا عن “السكران “حتى يفيق.

مع خالص عشقي لكل السكارى مثلي……

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

x

Check Also

جمارك تطوان تححز نصف طن من مادة ( المعسل )

طنجة اليوم : متابعة حجزت  زمرة  الجمارك العاملة بتطوان  مادة ( المعسل ...