الإشاعة مرض خطير، يهدد كيان أي أمة، في أمنها واقتصادها وتقدمها، كما يؤدي إلى هلاك الفرد وضياع المجتمع، فكم أهلكت من قرى وأبادت من شعوب وجيوش، وأوغرت من صُدور، وزرعت من غلّ وحقد وحسد، وكم خربت من بيوت، وفي عالمنا المعاصر، وفي ظل التقدم والتطور في وسائل الاتصالات أصبحت الشائعات أكثر رواجاً وانتشاراً، وأبلغ خطراً، ولاشك أن الصراع البشري سيظل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ومن ثم فأهل الباطل الذين يسعون إلى الإفساد في الأرض وتخريبها لا يفترون في استخدام كل وسيلة تعوق الحق عن مواصلة جهده، وتحقيق أهدافه.
وقد عرف العلماء الشائعات بأنها جمع شائعة، والإشاعات في اللغة أصلها من الشيوع والانتشار، ثم استعملت في الأخبار التي تنتشر ومن غير تثبيت، وفي الاصطلاح هي النبأ الهادف الذي يكون مصدره مجهولاً، والشائعات هي الأفكار التي يتناقلها الناس دون أن تكون مستندة إلى مصدر موثوق به يشهد بصحتها، أو هي تروّج خبراً مختلقاً يحتوي جزءاً من الحقيقة، ولذا فالشائعات لها أثرها على الفرد والمجتمع، وعلى الأمن بوجه خاص.
الشائعات تؤدي إلى تفريق المجتمع وضياع وحدته، وهذا ما فيه من مخالفة، كما تؤدي الشائعات إلى انعدام الثقة بين أفراده، فإذا انعدمت الثقة بين أفراده، ضاع أمن المجتمع، ولذا لابد من إظهار حقيقة الشائعات وخطرها على أمن المجتمع، حتى يمكن التصدي لها حماية للأمة من التفرق والتشرذم، وحماية لأمنها وأمانها، لأن الشائعات جريمة ضد الدين وضد الوطن وأفراده، وأمنه وأمانه، وصاحبها قد أجرم في حق دينه ووطنه ومجتمعه، فهي تؤدي إلى اضطراب المجتمع وانتشار الفوضى بين أفراده.
ومن ثم فالشائعات من الأسباب الرئيسية في إضاعة الأمن والأمان في المجتمع، علاوة على تفريق وحدة المجتمع، فهي مطلب الفاسدين الذين يهدفون إلى إسقاط المؤسسات وضياع الأمم، وانتشار القتل، وقطع الطرق، وتضييع الحقوق.