مــــــــــتـــــــــابعة
الشيخ مصطفى راشد، مفتي أستراليا، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء الإسلام من أجل السلام، قال إن الصوم بالنسبة للفقراء يعدّ “تطوعا”، وفي تصريح مثير للجدل له ، قال الشيخ لموقع “الحرة” إنه أجرى حسابات بالنسبة للمواطن المصري ووصل إلى نتيجة مفادها أن الصيام ليس فرضا على كل مسلم او مصري يقل راتبه عن 500 دولار شهريا.
وشرح أن الفقير، بحسب الحديث النبوي، “هو الذي لا يملك قوته وقوت أسرته لمدة شهر والذي لا يملك منزلا، والذي لا يملك دابة، وهي تعادل سيارة في وقتنا الحالي”،وبموجب هذا التعريف، أجرى راشد حساباته وتبين معه أن المصري الفقير هو من لا يمتلك دخلا شهريا ثابتا يعادل 750 دولارا، وقال لموقع “الحرة” إنه أخذ بالأحوط واعتبر أن الفقير هو من يجني أقل من 500 دولار، ولكن هذا الحساب الذي سمّاه راشد “نصاب الفقر” يختلف بين دولة وأخرى بحسب أوضاعها الاقتصادية وتكلفة المعيشة فيها، وتبقى القاعدة هي تعريف النبي للفقير.
واعتبر راشد أن “المقصود من الصيام هو إطعام الفقراء”، متابعا أنه “لو أطعم كل شخص مسكينا كل يوم فهذا أفضل من الصيام”، ولكنه أكد أن كلامه ليس دعوة للفقراء كي لا يصوموا، وكل قصده أن يوصل إلى الناس “مقاصد الشرع″. وأجاز راشد أيضا الإفطار لمن “يعملون في أعمال شاقة ويكون الصيام سببا في توقفهم عن نصف مدة العمل المعتاد يوميا أو يقلل من إنتاجهم بسبب عدم الطاقة والاستطاعة”، مثل أعمال البناء والحدادة والنجارة والزراعة والمحاجر و”أي عمل شاق”. كما أجاز الإفطار لمن يعمل في ظل درجة حرارة تبلغ 30 درجة مئوية فما فوق “لأنه توجد خطورة على الكلى وعلى صحة الإنسان بامتناعه عن شرب المياه مدة اليوم كاملا وهو ما يتنافى مع قوله تعالى ‘وعلى الذين يطيقونه’، كما يتناقض مع القاعدة الشرعية لا ضر ولا ضرار”.
لاقت فتوى راشد انتقادات كثيرة من عدد من رجال الدين الذين رأوا فيها “إثارة للبلبلة”، وفي حوار مع جريدة “الوطن” المصرية، صرح عضو مجمع البحوث الإسلامية عبد الله النجار أن ما قاله راشد “ليس له ما يسانده في القواعد الشرعية”، مؤكدا أن القرآن فرض الصيام دون أن يقصره على الغني أو الفقير”، وأشار النجار إلى أن راشد “اختلط عليه الأمر” بشأن الآية التي تبيح الإفطار للمريض أو المسافر.
وأوضح العالم الأزهري يسري عزام أن راشد “فسر آية قرآنية في غير محلها”، إذ إنها “لم تتحدث عن أي إعفاء لغني أو فقير من فريضة صوم رمضان”، مؤكدا أن هاته الفتوى تنقص الإسلام ركنا من أركانه الأساسية وهو الصوم، وقد ذاع صيت راشد بعد إصداره فتوى مثيرة للجدل قبل عام حول الخمر، حيث زعم شرب النبي محمد للنبيذ، ما أثار ردود فعل غاضبة تجاهه من علماء المسلمين، وإلقاء الضوء على آرائه الدينية من قبل الصحافة الغربية.