متابعة ولد مولاي أحمد ( أمير جبالة الريسوني ) بمدشر الزينات من قبيلة بني مصور في فاتح عام 1290 ه / 1873م .. في عهد السلطان محمد بن عبد الرحمان، أخذ مولاي أحمد الريسوني تعليمه الأول على الفقيه النحوي اللغوي سيدي محمد بن عائشة الذي ولاه أحمد القضاء بالقبيلة الفحصية .. قرأ عليه القرآن برواية ورش عن نافع و قالون و جميع القراءات المعروفة بفن التجويد بلفظ (سما) ..
و في سنة 1298 ه/1880م ذهب به والده مع والدته السيدة الزاهية بنت الفقيه الأستاذ محمد القروان المصوري لزيارة السيد عبد السلام بن الريسون بتطوان و في اليوم الثامن من هذه الزيارة توفي والد مولاي أحمد ، فدفن بالزاوية الريسونية بتطوان، عادت السيدة الزاهية بطفلها إلى الزينات ، رحل الطفل مولاي أحمد إلى قبيلة بني عروس لمتابعة دراسته ، فاستقر بمدشر “مجمولة” و في متم عام 1300ه كتبت له أمه بالعودة إلى الزينات لأن لصوصا من مدشر التوانسة ناحية مزورة نهبوا له كل ما تركه والده من بقر و إبل و غنم فلما قدم على أمه لم يجد عندها ما يجلس عليه فقام بجمع جماعته من بني عروس و جبل الحبيب و بني يدر فهجم على المدشر المذكور و قبض على الرجال و النساء و ذهب بالكل إلى عمته المقيمة بمدشر ابريش فدارت معارك بين الفريقين هرب فيهما القائد و مــــــــــــــــن معه في آخر يوم من المعركة.
بعد ذلك بقليل هجم مولاي أحمد على مدبنة أصيلة فاعتقل قائدها محمد بن عبد الخالق بن عبو ابن أخ قائد طنجة المذكور , فاشترط الريسوني لسراح القائد أن يوليه قائد طنجة قيادة أبداوة و عامر و الغربية و الفحص ، فكان لمولاي أحمد ما طلب و في سنة 1308ه/1891م ألقى قائد طنجة عبد السلام بن عبد الصادق القبض على أحمد الريسوني و سجنه بطنجة سنة كاملة حتى بداية 1309ه/1882م.
في هذه السنة ظهر رجل يسمى ولد الحمام بقبيلة أنجرة أعاث فيها فسادا شكاه أهلها للسلطان مولاي الحسن الأول فأرسل إليه جيشا يحاربه فلم يفلح هذا الجيش في مهمته لمدة شهر سرح قائد طنجة مولاي أحمد الريسوني و ولاه القيادة على أنجرة على شرط إلقاء القبض على ولد الحمام فقام أي أحمد الريسوني بهجوم شرس على مدشر المنار و فدان شابوا فتعاقب فلولهم الفارة إلى مدينة طنجة حيث دار القنصل الإنجليزي “هاريز” الذي أسره، أما ولد الحمام فقد سيق إلى طنجة و منها إلى فاس و بها توفي و قد تمت توليته مولاي أحمد عــــــــــــــلى جميع القبائل سنة 1311ه /1894م. و في سنة 1313 ه /1895م أرسل قائد طنجة عبد السلام بن عبد الصادق الحاج العربي بن أحمد المعلم إلى مولاي أحمد بالزينات يدعوه إلى طنجة من أجل توليته عليهم فما أن وصل مولاي أحمد الريسوني إلى دار قائد طنجة حتى أحاطت به القوة فقبضت عليه ثم سيق إلى سجن الصويرة فلبث فيه حتى 1318ه/1900م بعد أن شفع فيه الحاج محمد الطريس إلى حضرة السلطان مولاي عبد العزيز. عاد إلى داره بالزينات فوجد كل شيء قد نهب فقام ينتقم لنفسه بقطع طريق طنجة فاس لا ينجو منه أحد أرسل إليه السلطان القائد ولد أب محمد الشركي يعاونه قائد يقال له بوعودة فهجما عليه و دمرا داره ، فتوجه مولاي أحمد إلى الحخبل الكبير بطنجة فاختطف القنصل الأمريكي برطي فأسره في طردان شهرا كاملا فتوسط الإنجليز لتسريحه مقابل فدية 70 ألف ريال و معاضة جميع متاعه و تسريح السجناء و توليته على القبائل الجبلية.
و في27 صفر 1326ه/1908م حصل على ظهير بتوليته على مدينة أصيلة و جميع القبائل الجبلية فقام بإخضاع القبائل و الفرض عليهم حتى أذعنت له قبائل بني يدر و وادي بوخيامة و اثنين سيدي اليماني و بني جرفط و مصلة أمركول و بني سريف. و بانصراف رمضان 1328/1910 شرع في بناء قصره بأصيلة و في شهر ربيع الأول 1330ه/18غشت1912 إحتل الحيش الإسباني مدينة العرائش و بعد سنة واحدة أي 1331ه اتحل الكورنيل فرنانديس سلبستري مدينة أصيلة و في نفس السنة احتل الإسبان مدينة تطوان .
و عند تنصيب مولاي المهدي بن اسماعيل العلوي خليفة للسلطان في منطقة الحماية الإسبانية و امتد احتلال إسبانيا حتى زاوية تازروت في أواخر رمضان 1341ه /1922م فر مولاي أحمد بأهله و أولاده و ماله و استقر بجبل بوهاشم إلى أواسط ذي الحجة ، عندما اشتد المرض بالريسوني وقع الخلل في القبائل فاستولى الإسبان على شفشاون ، و دخل جيش محمد عبد الكريم الخطابي زاوية مولاي أحمد و أمر جنوده أن يحملوه فكان أمره كذلك فحمل على نعش قتصدينقاصدين الريف و بقي هناك بتامسنت شهرين إلى أن توفي في تاسع رمضان 1343ه/1924م.