زعم عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، فيما نقله عنه الإعلام التابع له، أنه لم يكن على علم بمشروع “الحسيمة منارة المتوسط”، وذلك أثناء مرحلة التحقيق في تأخر تنفيذ المشروع المذكور، وحسب متتبعين فإن الزعيم الإسلامي يريد الهروب من المسؤولية الملقاة على عاتقه، باعتباره رئيس الحكومة السابق، الذي في عهده تم التوقيع على الاتفاقيات المذكورة.
خروج بنكيران لا معنى له باعتبار أن لا أحد سيصدقه بالنظر للمساطير التي تمر منها المشاريع، حيث تتم مناقشتها أولا في مجلس الحكومة وهناك مشاريع تتم مناقشتها في مجلس الوزراء، وكان يترأس الأول ويحضر الثاني، وبالتالي ادعاءه أنه لم يكن على علم بالمشروع مجرد محاولة للفرار من المحاسبة.
ومهما يكن فإن المسؤولية السياسية تفرض على بنكيران تحمل مسؤوليته مهما كانت النتيجة، فهو كان مسؤولا عن الوزراء الموجودين حاليا في عين العاصفة، وبالتالي لا مفر من المحاسبة.
ولنفترض أن بنكيران صادق فيما قال وعلم بمشروع منارة المتوسط من التلفزة أثناء التوقيع أمام جلالة الملك، فإن هذا عذر أقبح من الزلة، إذ كان حريا به أن يقوم في صباح الغد بتقديم استقالته من رئاسة الحكومة، كي لا يكون رئيسا وهميا مع العلم أن الدستور منحه صلاحيات كثيرة ،فكيف سكت بنكيران خمس سنوات وهو مجرد رئيس حكومة وهمي؟ لماذا نطق الآن؟ ولماذا تحدث بعد أن أمر جلالة الملك بفتح تحقيق في مشروع منارة المتوسط؟