أبدت أعداد كبيرة من الأطر المغربية الشابة تدمرها من سوق الشغل المعروض عليها خلال السنوات الأخيرة، وذلك إما لعدم العثور على فرصة عمل، على الرغم من التوفر على الشهادة العليا، و إما لهزالة الراتب الذي يقدمه لهم أرباب العمل باعتبار هذه الأطر الشابة مبتدئة وعديمة التجربة و الخبرة.
و يرى هؤلاء الأطر الشباب أن عدم توفير الدولة لفرص الشغل و النظرة الدونية إليهم من طرف “الباطرونا” هدرا لحق واجب ومعلوم ،وإهانة واحتقارا لمستواهم الثقافي ، ثلث الحاصلين على شهادة الباكالوريا زائد أربع سنوات من التعليم العالي و شهادة الباكالوريا زائد خمس سنوات لا يتقاضون إلا راتبا شهريا بقيمة 4 ألاف درهم في الأقصى، الشيء الذي يؤكد أن البدايات الأولى للأطر المغربية الشابة بسوق الشغل تكون مقلقة وغير مرضية .
وكشف تحقيق أجرته مؤسسة ” جوب وارد غونكغيت” المختصة في الإحصائيات بسوق الشغل أن 6 في المائة فقط من الأطر المغربية الشابة الحاصلة على شهادة الباكالوريا زائد أربع سنوات من التعليم العالي أو خمس سنوات من التعليم العالي هي التي عبرت من إجمالي المحقق معهم بالقول، إن فرصة الشغل الأول التي حصلوا عليها تتجاوب مع انتظاراتهم ،في الوقت الذي عبر 34 في المائة من إجمالي الأطر الشابة المستجوبة أن فرصة حصولهم الأولى على شغل ( شغلهم الأول) لا تتجاوب البتة مع ما انتظاراتهم ومع ما كانوا يمنون النفس ، كما لا تتجاوب مع أي شيء ،سواء تعلق الأمر بمستواهم الثقافي و التعليمي أو المعرفي و التكويني، وذلك في الوقت الذي كشف فيه تحقيق مؤسسة” جوب وارد غونكغيت” على أن 22 في المائة من الأطر المغربية الشابة التي سرى عليها التحقيق ( استطلاع الرأي) توجد في حالة عطالة.
الاستطلاع للرأي المذكور ، كشف أيضا أن ثلث الأطر المغربية الشباب حصلوا على فرصة عملهم الأولى شهرين فقط بعد تخرجهم وحصولهم على شهاداتهم العليا ، فيما 22 في المائة من الحاصلين على هذه الشهادات لم يعثروا على فرصتهم ل الأولى للشغل إلا بعد ثلاثة إلى أربعة أشهر ، في الوقت الذي كان على 18 في المائة من هؤلاء الأطر الشابة اصحاب شهادات” باك +4″ و”باك+5″ الانتظار ما بين 5 إلى 7 أشهر للتمكن من الولوج إلى سوق الشغل.
على ان الأحسن حظا من هؤلاء الأطر المغربية الشابة هم أولئك الحاصلون على شهادة عليا و تكوينا في الهندسة أو في التجارة، إذ أكد المصدر على ان واحدا من أصل ثلاثة أطر حاصلين على شهادة هذا النوع يمكنه الولوج إلى سوق الشغل بسرعة لا تتعدى شهرا إلى شهرين، كما أن الحاصلين على شهادة في التكوين المستمر يبقون بحظوظ وافرة في الحصول على فرصة شغل فور حصولهم على شهادتهم، ذلك ان 64 في المائة من هذه الأطر يتم إدماجهم في سوق الشغل خلال الشهرين الأولين حسب البحث الذي يجريان فيه تكوينهم.
وبدون أدنى أية مفاجأة تذكر، فإن خريجي الجامعات والكليات التقليدية ذات التعليم” العمومي” هم الذين يواجهون العديد من المشاكل في مواجهة سوق الشغل ،وهي المشاكل التي قد تستمر إلى شهور وسنوات، ذلك أن 37 في المائة منهم هم الذين يعثرون على فرصة عمل بعد عام من البحث المضني، و إن وجدوه فإنه يكون بأجور زهيد ة جدا، مقابل 14 في المائة من المهندسين و 10 في المائة من الحاصلين على شهادات في التجارة ( المتخرجين من معاهد الدولة والكليات بالنسبة للنوعين الأخيرين)..