المجال الترابي لمقاطعة بني مكادة الداخل إليه مفقود و الخارج منه مولود
س/ع
في أحياء عديدة من المجال الترابي لمقاطعة بني مكادة ، بُنيت أغلبية المنازل بطريقة عشوائية وخارج القانون وأمام أعين السلطات المحلية، وهي ما زالت، إلى اليوم، تعاني من ظروف صعبة، فلا وجود للماء والكهرباء ولا لطرق معبَّدة، وحتى الشركة المكلفة بالأزبال لا تصل إلى هذه الأحياء، بل أكثر من ذلك، أصبحت حياة الناس داخل هذه الأحياء مهدَّدة، بعدما هيمن عليها المجرمون وقُطّاع الطرق وباتوا يعيثون فيها فسادا.
و أصبح سكان هذه الأحياء، خصوصا في «العوامة الشرقية » و«الكنبورية» و«حي المجد» وأحياء أخرى قريبة منها، يهددون بتنظيم مسيرات احتجاجية نحو مقر ولاية طنجة ، للمطالبة بتوفير أبسط شروط الحياة لهم، بعد أن سئموا من الوعود الزائفة التي يتلقونها من منتخبي مقاطعة بني مكادة وجهات عمومية أخرى، «مطالبنا بسيطة.. وفِّروا لنا الأمن».. يقول أحد سكان هذه الأحياء، ويضيف آخر: «لم نعد نعيش في آمان، بيوتنا ومحلاتنا تتعرض للسرقة وقُطّاع الطرق ينتشرون ليلا وسط الأزقة والدروب».
و تلعب منطقة العوامة دورا حاسما في نتائج الانتخابات المتعلقة بمقاطعة «بني مكادة»، سواء الجماعية أو البرلمانية، بفضل توفرها على كثافة سكانية عالية، ومع ذلك فإنها تبدو في صورة قرية مهمشة، علما أن معظم أحيائها تصلها شبكات الماء والكهرباء ، وسبق لها وأن استفادت من برنامج التأهيل الحضري، برعاية ملكية، والذي تقرر بموجبه أن تمنح لمقاطعة «بني مكادة»، الذي يقع حي «العوامة» ضمن أحيائها، حصة الأسد من هذا البرنامج.
غير أن جولة صغيرة وسط هذه الأحياء التابعة لهذه المقاطعة تعطي صورة شاملة عن «وهم» استفادة هذه الأحياء من برنامج التأهيل الحضري، وهو ما يطرح علامات استفهام كثيرة حول هذا البرنامج والجهة التي استفادت منه.