العمل التطوعي و مؤسسات المجتمع المدني و الفشل المطلق
ذ/مخدامي إبراهيم
العمل التطوعي تعتمد عليه مؤسسات المجتمع المدني ، كما أنه يساهم في مساندة خدمات بعض الأجهزة الحكومية ذات العلاقة بالخدمة المباشرة للمجتمع ، لكنه ليس بديلاً ولا منافساً للأجهزة الحكومية ، كما أن الدعوة إليه لا تعني عجز أو تخلي الجهاز الحكومي عن مسؤولياته ولا جزء منها، ولكن الدعوة للعمل التطوعي هي إفساح المجال للمواطن لخدمة مجتمعه واستجابة لدوافعه الخيرية وفطرته الإنسانية، وإشعار له بقيمته الاجتماعية وتجسيد لمواطنته، كما أن مساهمة المتطوع هي جانب من جوانب التدريب والاستعداد لمواجهة المواقف الصعبة، وتجعله يستشعر حجم وأهمية وقيمة الخدمات التي تقدمها الدولة، فيقدرها ويثمنها ويحث غيره إلى تقديرها والاستفادة منها بالشكل الصحيح، كما أن الشباب يجد في العمل التطوعي متنفساً لتحدياته وطاقته فيستثمرها .
لكن مع الأسف العمل التطوعي في ظل وجود العديد من الجمعيات المدنية ، أصبح وسيلة للإسترزاق و تحقيق مأرب أخرى ، وذالك للأسباب التالية :
*- عدم تمثيلها لمختلف الشرائح. *- ضعف الوعي العام بأهمية وفوائد المشاركة . *- تهميش الشباب ورفض الآخر . *- ضعف التنسيـق مع المؤسسات الداعمة ( عوائق مادية ) *- عدم التجانس الفكري والاجتماعي للأعضاء. *- عدم وضوح أهداف المؤسسة وخططها وبرامجها. *- (الاتجاهات السياسية المختلفة لكل عضو) تجعله يحاول جذب التنظيم نحو الاتجاه السياسي الذي يتبناه. *- (التجارب الفاشلة) تمنع من الانخراط مجدداً في أي تنظيمات جديدة. *- غياب الحراك الاجتماعي المشجع. *- رفض فاعلية أو حضور الأنثى . *- عدم تحمل المسؤولية أو التفرد بها لمصالح شخصية ضيقة على حساب المصلحة العامة. *- الأنظمة الاستبدادية القمعية ( دكتاتوريات الجمعيات بمساحيق وبدون مساحيق ) *- جعل العمل التطوعي كمهنة ( لقمة العيش أي العمل ) *- انشغال الفرد بشؤنه الخاصة. *- الافتقار للمبادرة . *- الافتقار ( للأخصائيين ) القادرين على تنمية قدرات المتطوعين . *- الدور السلبي للأعلام ( غير مستقل – مجيش – استهلاكي …) *- القوانين ( الاستثنائية – عدم تحديثها … )
وفي الأخير ما تحتاج إليه الجمعيات الميدانية هو ( نشر الوعي ) التثقيف بأهمية العمل التطوعي بين الأفراد كباراً وصغاراً كي يكون المجتمع كله أكثر وعياً بذاته وأكثر تماسكاً بلحمته وأكثر فخراً بحاضره ومستقبله.