يعرف القطاع السياحي بمدينة طنجة إنكماشا حقيقيا بسبب غياب الإلتقائية بين استراتيجيات الجهات المتدخلة في القطاع، وبسبب غياب الإبداع لدى المسؤولين المحليين ، ورغم توسع إختصاصات المجالس المحلية والجهوية إلا أنها لا تساهم في التنمية الحقيقية والمستدامة، لا لشيء سوى لانعدام التصورات والأفكار، حيث يستغرب المهنيون عدم واقعية المقاربات المعتمدة من طرف المجالس للنهوض بقطاع السياحة، على قلتها ، ويمكن التأكيد على استحالة وجود إقلاع حقيقي للقطاع السياحي بثاني قطب إقتصادي كطنجة دون تأهيل الموارد البشرية في كل المهن المرتبطة بالمنظومة السياحية.
أسئلة بسيطة يطرحها المتتبع للشأن السياحي بمدينة ذات البحرين، وتتمثل في سبب انعدام المبادرات الجدية للمجالس من أجل الدخول في شراكات لتأهيل الموارد البشرية، سواء تعلق الأمر بمراكز تعلم الطبخ الحديث أو مؤسسات إتقان الخدمات بالمطاعم المصنفة ، ويشدد عدد من الخبراء على ضرورة تأهيل الموارد البشرية كمدخل لتنمية القطاع السياحي وتنزيل المخططات الوزارية بمدينة طنجة ، خصوصا، وأن الوزارة تطمح للرفع من الطاقة الإستيعابية الفندقية بحوالي 24000 سرير لبلوغ 43300 سرير
هذه الأرقام تورد الأهمية التي باتت تحظى بها المدينة، ولاسيما من أجل استغلال الثروة الشاطئية التي تتمتع بها المنطقة، غير أن ذلك يورد عددا من الإشكالات، لأن طنجة، عاصمة الجهة، بدأت تفقد تدريجيا عددا من السمات التي جعلتها تحظى بعشق عدد من الأجانب وكذا فقدت عددا كبيرا من مآثرها التاريخية بعد تنزيل مشروع طنجة الكبرى للوجود، وفقدت إرثها التاريخي شأنها شأن باقي مدن الجهة.
ومعلوم أن مدينة طنجة كانت وجهة سياحية بامتياز، حيث كانت تستقبل آلاف السياح شهريا يمثلون جنسيات معروفة باستهلاكها للمنتوج السياحي الممتاز، وساهم في ذلك وجود شركات كبرى مختصة في مجال الطيران كشركة « لوفتهانزا » الألمانية و « KLM » الهولندية إضافة إلى شركة » إيبيريا » الإسبانية وبعض المعاهد المختصة في المهن المرتبطة بالقطاع
وتجاوز عدد السياح الذين زارو ذات البحرين مؤخرا ما مجموعه 32205 سائح وسائحة توجهوا إلى طنجة عبر البحر والجو ، وحل السياح الأمريكيين على رأس لائحة الزوار بما مجموعه 6348، في الوقت الذي حل الإنجليز في المرتبة الثانية بما مجموعه 6001 سائح وسائحة والألمان في المرتبة الثالثة ب 2824 في حين حل الإسبان في الرتبة الرابعة بأزيد من 2404، أما الفرنسيين فلم يكن يتجاوز عددهم 1837 والكنديين بأزيد من 914 والإيطاليين 218.