لمن كان لايزال في قلبه ذرة شك في وجود أيادي خفية، تسعى لإشعال الريف والإساءة لسكانه، يكفي مشاهدة صور عمليات التخريب التي استهدفت سيارات الأمن، في لحظة حزن على المرحوم عماد العتابي.
ولمن لايزال يعتقد أن من يقدم على إحراق سيارات عمومية دفع ثمنها من مال الشعب، هم مناضلون يسعون للدفاع عن مطالب الريف المشروعة، هو واهم ويساهم باستمرار قبول وجود هؤلاء الملثمون الذين يسيؤون للمدينة وسكانها.
لاشيء يبرر الإقدام على إحراق سيارات عمومية في وقت كانت الأمور قد هدأت، سوى الرغبة في خدمة أجندات مشبوهة من أجل إحراق المدينة والمنطقة، وهو أمر أصبح مكشوفا لسكانها، بعد أن تبين أن بعض من يدعي الدفاع عن مصالحهم، هي في الحقيقة أول من يدوس على حقوقهم ومطالبهم المشروعة.
فكما مات المرحوم عماد العتابي، بسبب من كانوا وراء الدعوة للاحتجاج في وقت كانت الأمور تسير في اتجاه التفاعل الإيجابي والملموس مع مطالب المنطقة، كذلك سعوا هؤلاء لاستغلال مأساة وفاته، ولم يراعوا معاناة أسرته وحزنها، وحاولوا الركوب مجددا على جنازته.
وإذا كان مسعى هؤلاء قد فشل وحاولوا استغلال اللحظة لتسجيل حضورهم الذي غيبه وعي السكان بأن مصلحتهم لم تعد محلا للتلاعب، فكذلك كانت أسرة المرحوم عماد في المستوى حين رفضت أن تستغل مأساتها لأغراض سياسية رخيصة.
لقد كشفت عمليات حرق سيارات الأمن، أن من يقف وراء السعي لاستمرار استغلال وضع الريف خدمة لأجندات أجنبية، أنهم قد فقدوا مصداقيتهم وسط السكان ولم يعد يمتلكون الشجاعة لترديد شعارات فارغة، بعد أن اقتنعت الساكنة أن رسالتهم قد وصلت وأن المصلحة تقتضي التفاعل الإيجابي مع الخطاب الملكي الذي قال أكثر مما قاله السكان..لكل هذا لم يعد أمام هؤلاء سوى العمل في الظلام وإحراق السيارات العمومية بعد أن أحرقوا كل أوراقهم.