و جد الحرس الإسباني نفسه، نهاية الأسبوع الماضي، في مواجهة «بحرية»، بعد اختراق زورقين سريعين الحدود البحرية الوهمية في اتجاه سبتة المحتلة،
وابتدأت «المعركة» البحرية برصد بحرية الحرس الإسباني زورقا سريعا يتوفر على تقنيات حديثة، ونجح في التسلل إلى الحدود الوهمية بسرعة فائقة، مما دفع سفينة إسبانية إلى التوجه من أجل اعتراض طريقه، خصوصا أن المصالح الأمنية بسبتة المحتلة أعلنت، منذ مدة، حالة استنفار قصوى، تحسبا لأي اعتداء إرهابي. وعجزت السفينة عن اعتراض الزورق السريع، إذ تبين أن سائقه يتوفر على خبرة كبيرة، مما دفعها إلى طلب المساندة من بحرية أخرى بالمنطقة، قبل أن تنطلق مناورات في عرض البحر، إلا أن المفاجأة تمثلت في انطلاق زورق مماثل من المنطقة نفسها، فنجح الزورقان في الإفلات من قبضة البحرية الإسبانية، ووصلا إلى الشاطئ، حيث وجدا في استقبالهما عناصر أمنية أخرى تمكنت من إيقافهما.
وبينت التحريات الأولية أن الزورقين مخصصان للهجرة السرية، وتم العثور على مغربيين، من مواليد 1994 و1980، داخلهما، كما ألقي القبض على سائقي الزورقين اللذين وجهت إليهما تهمة «العصيان وارتكاب الجرائم»، في حين أخضع الشابان للإجراءات المعمول بها في قضايا الهجرة غير الشرعية، بإخضاعهما للفحص الطبي وتسليمهما للشرطة المحلية.
وشددت المصالح الأمنية بسبتة المحتلة مراقبتها على الشواطئ وفي عرض مياه البحر، بعد تنوع طرق الهجرة السرية، خصوصا أن تفكيك شبكات متخصصة في تسهيل وتنظيم الهجرة غير الشرعية كشفت عن لجوئها إلى الزوارق السريعة والدراجات المائية «الجيت سكي» لنقل «الحراكة» عبر مضيق جبل طارق.
وتتجه الزوارق السريعة والدراجات المائية إلى سبتة المحتلة أو الجنوب الإسباني، بعد قطع عدة أميال، وتصل تكلفة الرحلة إلى حوالي 5000 أورو، بالنظر إلى مخاطرها، في العبور إلى الضفة الأخرى، خصوصا أن هذه الطريقة تعتبر أكثر «حظا» في العبور بالطرق التقليدية، إلا أنها أكثر خطورة.
وشهد تهريب البشر بالطرق الحديثة ارتفاعا ونشاطا كبيرين هذه السنة، إذ تشير الاحصائيات إلى أن أزيد من 130 مهاجرا سريا تمكنوا من الوصول إلى سواحل اسبانيا على متن الدراجات المائية، في حين لم تسجل في السنة الماضية سوى 20 حالة فقط، بالمقابل اتخذ الحرس المدني الاسباني مجموعة من الإجراءات الأمنية لتعزيز المراقبة بسواحل الجنوب الاسباني، والتصدي لتهريب المهاجرين على متن الدراجات المائية من سواحل طنجة وسبتة. خالد العطاوي