أصبح المغرب ضمن أكثر الدول عرضة لتأثيرات التغيرات المناخية عما كان عليه الحال قبل 20 سنة، ، واحتل المرتبة 14 ضمن الدول الأكثر تأثيرا بظاهرة التغير المناخي، بعدما كان يحتل المرتبة 84 عالميا خلال العشرين سنة الماضية.
و حذّر مركز الأبحاث التابع للمكتب الشريف للفوسفات من التداعيات الخطيرة الناجمة عن نفاد مخزون المياه الجوفية، داعيا إلى “اتخاذ تدابير عملية لضمان تكيّف المملكة مع تزايد الأزمة، ووضع الأسس لمقاومة التغيرات المناخية”، وأوضح المركز، في تقرير، أن المغرب معرّض، مع تقلّص إمدادات المياه الطبيعية، لأزمة مياه وعطش، خصوصا في ظل توقعات بارتفاع عدد سكان المغرب، خلال السنوات المقبلة.
وأفاد بأن متوسط نصيب الفرد من المياه انخفض من 3500 متر مكعب عام 1960 إلى 750 مترا مكعبا، لافتا إلى أنه في غضون الخمس سنوات المقبلة سيتراجع إلى 1500 لتر للفرد، “وبالتالي سيصبح أقل من المعدل الذي سبق أن حددته الأمم المتحدة كعامل لندرة المياه”، ويقدّر احتياطي المغرب من المياه، وفق المركز، بنحو 18 مليار متر مكعب في السدود، إضافة إلى مياه جوفية لا تتعدى 4 مليارات متر مكعب.
وبالإضافة إلى إمكانية حدوث أزمة مياه، حذّر المركز من تداعيات نفاد المياه الجوفية وانخفاض نصيب الفرد من المياه على نمو الاقتصاد المغربي، داعيا إلى انتهاج سياسات تضمن هذه المادة الحيوية للأسر والزراعة والشركات والمؤسسات السياحية، لتفادي تداعياتها الافتصادية.
ومن جانب اخر احتل المغرب المرتبة الأولى بين الدول النامية، في مؤشر أداء تغير المناخ لسنة 2017، كما صنف من بين الدول العشرة الأوائل الأكثر وعيا بأهمية التغيرات المناخية، وذلك وفق مؤشر أداء تغير المناخ، الذي تصدره سنويا، شبكة «جيرمان واش»
وصنف المغرب في المراتب الأولى، ليكون بذلك البلد الإفريقي والعربي الوحيد، الذي تضمنته خانة الدول العشر الأوائل، الأكثر وعيا مناخيا، إلى جانب كل من فرنسا والسويد والمملكة المتحدة وقبرص.
و دعت الشبكة المغرب في تقريرها، إلى عدم الانسياق خلف نموذج الدول الصناعية، وترجيح كفة مسار التنمية النظيفة والذكية، خاصة وأن المغرب يعد من الدول الأقل إنتاجا للانبعاثات والغازات الدفيئة، إذ تصل إلى 2.1 طن للفرد الواحد، في حين يصل المعدل العالمي إلى 4.9 للفرد الواحد.
يذكر أن الإدارة الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي أفادت ، أنه من المرجح أن يصبح عام 2017 من بين أعلى 3 أعوام حرارة منذ 137عاما.موضحة درجة الحرارة على سطح الأرض والمحيطات ارتفعت بـ0.87 درجة مئوية عن متوسط درجة حرارة القرن الـ20 والذي يبلغ 14.1 درجة مئوية.مؤكدة أنه لم يسبق تسجيل ارتفاع مماثل في درجات حرارة الأرض منذ منذ 137 عاما، خاصة بعد الرتفاع القياسي المسجل في عام 2016 والذي بلغ 0،13 درجة مئوية.