مصطفى لطفي أطاحت الشرطة القضائية ، أخيرا، بأفراد شبكة، من بينهم امرأة، متخصصة في النصب على محامين بعدد من المدن المغربية، إذ حصلوا منهم على مبالغ مالية مهمة بطريقة وصفت بـ”الهوليودية”. المتهمين الأربعة فتح بحث معمق معهم في شأن النصب على عدد من المحامين بمدن مغربية مختلفة ، اعترف المتهمون بالنصب عليهم، واعتمد المتهمون على حيلة للإيقاع بالمحامين، إذ يتصل زعيمها بمحام باستعمال تطبيق على هاتفه المحمول، يظهر أن المكالمة تتم من أوربا، ويوهمه أنه شقيق شاب اعتقل من قبل الشرطة التي يوجد بها، بتهمة إصدار شيك دون مؤونة، تصل قيمته خمسة ملايين، ويستعطفه للإنابة عنه، على أساس أنه سيحل بالمغرب خلال اليومين المقبلين، لتسديد أتعابه، والتي يحددها في خمسة ملايين وأكثر. ويقع المحامي في الفخ، ويقبل دون تردد الإنابة عن المتهم “الوهمي”، لكن في اليوم الموالي يتلقى اتصالا من زعيم الشبكة، يخبره أنه تأخر لأسباب خارجة عن إرادته عن موعد إقلاع الطائرة، ويرسل له رقما هاتفيا، مدعيا أنه يخص والدته، ويطلب منه الاتصال بها، من أجل القدوم إلى مكتبه لتسليمه وثائق القضية، إلى حين دخوله المغرب.
ويربط المحامي الضحية الاتصال بالأم، والتي ليست سوى فرد من الشبكة الإجرامية، يخبرها بمضمون المكالمة مع ابنها في الخارج ويحدد لها عنوان مكتبه، إلا أنها، تعتذر عن الحضور بحجة أنها لا تتوفر على المال الكافي لسفرها. وبعد انتهاء المكالمة، يتعمد زعيم الشبكة الاتصال من جديد بالمحامي، لمعرفة آخر التطورات، فيشعره المحامي بتعذر حضور “والدته”، فيستعطفه من جديد بتمكينها من مبلغ مالي يتراوح بين ألفي درهم وثلاثة آلاف، عبر وكالة لتحويل الأموال، على أن يسدده له لحظة زيارة مكتبه، وهو ما ينفذه المحامي عن حسن نية، قبل أن يفاجأ أنه ضحية نصب بعد إغلاق المتهمين هاتفيهما. وافتضح أمر الشبكة، بعدما حاولوا النصب على محامية بالرشيدية، بالطريقة نفسها، وعندما قصدت مقر الشرطة القضائية للاستفسار عن الموقوف، فوجئت بعدم وجود أي معتقل بالاسم والجريمة المذكورة، فتأكدت أنها ضحية نصب، لتدخل الشرطة القضائية على الخط وتشرع في تحرياتها لإيقاف المتهمين.
وأسندت مهمة البحث والتحري لعناصر الفرقة التقنية والعلمية، فتوصلت بطرقها الخاصة أن المكالمة الدولية تجرى داخل المغرب، كما تم تعقب أرقام هاتفي المتهمين لتتوصل أنهما يتحدران من المحمدية، ليقرر مسؤولو الشرطة القضائية نصب كمين بتنسيق مع المحامية، التي أرسلت المبلغ المالي عبر وكالة لتحويل الأموال باسم المتهمة، وتم إشعار الشرطة القضائية للمحمدية بالأمر، التي أوقفت المتهمة متلبسة بتسلم الأموال من داخل الوكالة، وكشفت الموقوفة عن هوية باقي شركائها، من بينهم زعيم الشبكة، فـــــــــــــــــتم اعتقالهم في عمليات أمنية متتالية.
زعيم الشبكة، اعترف باحترافه هذا النوع من النصب على المحامين منذ فترة طويلة، بعضهم ينتمي إلى هيآت المحامين بالبيضاء والرباط ومراكش وفاس ومدن أخرى، مشددا على أنه وباقي شركائه، حصلوا منهم على مبالغ مالية كبيرة، بعد إغرائهم بتسليمهم أتعابا تتجاوز خمسة ملايين.