غرفة الجنايات ترفض تمتيع عقيد في القوات المسلحة الملكية بالسراح المؤقت
خليل المنوني
قررت غرفة الجنايات الابتدائية بعد المداولة رفض الاستجابة إلى الملتمس الذي تقدم به دفاعه الرامي إلى تمتيع موكله(ع.ب)، ضابط سام سابق بالقوات المسلحة الملكية برتبة عقيد(كولونيل)، بالسراح المؤقت، ولو مقابل كفالة مالية تحددها المحكمة، وهو الملتمس الذي عارضه ممثل النيابة العامة.
وأوضح الدفاع أن الاعتقال الاحتياطي ما هو إلا تدبير استثنائي، وأن الأصل هو محاكمة المتهم في حالة سراح، مستندا إلى الفصل 159 من قانون المسطرة الجنائية، مبرزا أن مؤازره يتوفر على جميع الضمانات ، وحددت الغرفة ذاتها تاريخ 20 دجنبر المقبل موعدا لفتح صفحات الملف رقم 17/684، الذي يتابع فيه المسؤول العسكري السابق من أجل الاحتفاظ بأسلحة نارية خرقا للمقتضيات القانونية، وإلحاق خسائر مادية بملك الغير، والسكر العلني، والسياقة في حالة سكر.
وأحالت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية المتهم(ع.ب)، في ثاني أكتوبر الماضي، على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بمكناس، بعد تمديد الحراسة النظرية لمدة 72 ساعة في حقه لأجل استكمال البحث، إذ تقرر وضعه رهن تدبير الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي تولال2، في انتظار إحالته ووثائق ومستندات الملف مباشرة على غرفة الجنايات لمحاكمته طبقا للقانون.
وتفجرت القضية، مساء 29 شتنبر الماضي، عندما قضت مختلف عناصر الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المدنية والعسكرية بمكناس، ليلة بيضاء، بعدما تسبب الكولونيل المخمور في رعب بشوارع المدينة الجديدة(حمرية) بالعاصمة الإسماعيلية، بعدما كان في حالة سكر طافح، واستعمل «مقلاعا» به كريات معدنية، وأصاب زجاج ملهى ليلي تابع لفندق شهير بمحيط القاعدة الجوية الثالثة(طريق الحاجب)، ما أثار حالة استنفار وسط زوار الملهى ضمنهم أجانب، كما قام برمي ثلاث سيارات خفيفة كانت مركونة في مرأب الفندق نفسه، ما تسبب في تكسير زجاجها، وتدوولت معلومات وسطهم أنه استعمل سلاحا ناريا للصيد، قبل أن يتوجه إلى فندق آخر، يقع بالقرب من مقر عمالة المدينة، ورمى رواده بالكريات الحديدية الصغيرة.
عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية توجهت إلى مسرح الحادث، بعد إشعارها بالموضوع، قبل أن يلوذ الضابط السابق بالفرار، كما رشق فندقا آخر بحي حمرية، وطاردته العناصر الأمنية ليلا حين كان على متن سيارته الخاصة في اتجاه مدينة مولاي إدريس زرهون، فارتكب حادثة سير بعد ارتطام سيارته بإحدى الأشجار، وحاول التخلص من «المقلاع» أداة الجريمة، إلا أن مفتشا للشرطة عثر عليه، كما انتقل المحققون إلى منزله بغرض إجراء تفتيش بداخله، وهي العملية التي أسفرت عن حجز كيس كبير مملوء بالكريات الحديدية، فضلا عن 44 خرطوشة حية خاصة بالصيد من عيار 9 مليمترات، قبل أن يمد المحققين بوصلين خاصين بإيداع بندقتي صيد من عيار 12 و9 مليمترات، وبوصلي الإيداع النهائي لهما لدى مسلحة»أخميس» الخاصة، والمصلحة المكلفة بمنح رخص الصيد بعمالة مكناس، وذلك بتاريخ 26 شتنبر الماضي.
بعد الأبحاث والتحريات التي باشرها المحققون، تبين أنه سبق للكولونيل الموقوف أن أثار، منذ حوالي ثمانية أشهر، ضوضاء وعربدة بالملهى الليلي ذاته، إثر نشوب خلاف له مع أحد أصدقائه.