طنجة: لوبي العقار يحاول الإستحواذ على محلات الحدادة والمقهى بطريق بوعراقية
متابعة
تفاجأ أصحاب محلات الحدادة والمقهى المجاور المتواجدة بطريق بوعراقية بإنذار مرسل من طرف شركة عقارية تدعى أكتيس إيموبليي .
و قدم عون قضائي يخبرهم بضرورة إفراغ محلاتهم بدعوى أن الشركة العقارية عقدت شراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وهي بالمناسبة الجهة التي تقوم بكراء هذه المحلات بموجب العقد مبرم متفق عليه بمقتضى قانون الإلتزامات والعقود المغربي ووفق مساطر الكراء المعمول بها في هذا الإطار
الغريب في أمر هذه الشركة العقارية التي حلت كالزلزال على أصحاب هذه الدكاكين في محاولة منها إجبارهم على إفراغ محل عيشهم، عبر تهديدهم بواسطة إنذارات بلغهم بها عون قضائي، لم يستطع لحد الساعة هؤلاء الضحايا معرفة موقعها من الإعراب، خصوصا وأن وزارة الأوقاف المعنية بعملية الكراء لا زالت تتوصل بمبالغ الكراء الشهرية ولم تتدخل لتخبر مكتريها بما يجري حولهم من مكائد، في تواطئ خفي لم يعرف دوافعه، ودون أدنى مراعاة لما تمكن أن ينتج عن القضية من أضرار جسيمة في حق المكترين
الشركة العقارية المعنية نزلت بثقلها واستطاعت إخافة عدد من أصحاب هذه المحلات الذين فضلوا الحصول على تعويضات هزيلة مقابل التنازل ، فيما لازال الباقي يحاول جاهدا التصدي لجشع هذه الشركة رغم أنهم متخوفين مما يمكن أن تقدم عليه من استغلال للنفوذ في سبيل تشريدهم
السيد الخليل بن ضيفة صاحب مقهى بهذا الشارع يستغل هذا المحل منذ أكثر من 70 سنة ولا علاقة له بالعقار الذي تقع داخله هذه المحلات لكنه هو الآخر لا يستثنى من عملية التهديد ليصبح هو الآخر مهدد بفقدان محله بسبب هذه الشركة التي لا يعلم من خول لها مهمة تمثيل وزارة الأوقاف وما معنى كلمة الشراكة التي بينهما التي أشارت إليها في مراسلتها للتجار
وجدير بالذكر أن جشع الشركات العقارية بطنجة ساهم في القضاء على تاريخ وهوية المدينة الذي يفترض أن يحافظ على دعامات الثراث المعماري والإجتماعي، وهو الأمر الذي يحظى بتشجيع المسؤولين السياسيين الذين يكتفون بالحياد السلبي المستند على حسابات سياسية وانتخابية ضيقة.
ونجحت مافيا العقار بعاصمة البوغاز خلال العقود الأخيرة، في تكريس الواقع الآجوري الصرف، بعد أن قضت على الأخضر واليابس ولم تترك شبرا دون أن تحاول الإستحواد عليه، سواء تعلق الأمر بالمناطق الخضراء أو الغابات وغيرها
واستغرب المتضررون من موقف وزارة الأوقاف التي التزمت الحياد السلبي ، ضاربة عرض الحائط مصالح عدد من الحرفيين الذين أفنوا حياتهم من أجل بناء أصول تجارية مهددة بالإفلاس بسبب تواطؤ وزارة الأوقاف مع هذه الشركة
وطالب المهنيون بضرورة تدخل الوالي اليعقوبي، بصفته المسؤول الأول عن السلم الإجتماعي بمدينة طنجة ، وبصفته ممثلا لجلالة الملك الذي وضع حماية حقوق الضعفاء ضمن أولوياته منذ توليه عرش أسلافه المنعمين.