مهاجرون جزائريون يعتدون على الأطفال المغاربة بمدينة سبتة

خالد العطاوي

نجا أطفال مغاربة، يستقرون في مركز للإيواء بسبتة المحتلة، أخيرا، من الموت، بعد اعتداء مهاجرين جزائريين على العشرات منهم، واندلعت مواجهات دموية بين مهاجرين سريين مغاربة وجزائريين  داخل مركز للإيواء في المدينة المحتلة، طيلة الأيام الأخيرة، اضطر معها أطفال مغاربة إلى الفرار صوب مناطق مهجورة والمبيت في العراء، بعد تلقيهم تهديدات بالتصفية الجسدية.

وعانى المهاجرون المغاربة، طيلة الأسابيع الماضية، بسبب عنف جزائريين يحاولون بسط نفوذهم في مركز الإيواء، خاصة أن قدرته الاستيعابية بلغت حدها الأقصى، ما أدى إلى “حروب”يومية، دفعت الأطفال المغاربة إلى الفرار خارج المركز والبحث عن ملاذ آمن، مفضلين العيش في العراء لتفادي تهديدات الجزائريين بقتلهم أمام أعين السلطات الإسبانية.
وأوضحت مصادر مطلعة أن ما زاد الوضع سوءا في المواجهة بين الطرفين لجوء الجزائريين إلى الاعتداء على قاصرين مغاربة فروا عبر دفعات إلى منطقة مهجورة تدعى “باسيو كولون”، إذ لم تنفع تدخلات المسؤولين بالمدينة من أجل دفعهم إلى العودة، في ظل التهديدات بقتلهم.
واختار القاصرون المغاربة الاستقرار في المنطقة المهجورة، مؤقتا، رغم الظروف المناخية الصعبة، إلا أن وقوعها قرب مركز للشرطة وأحد الأحياء المأهولة ب”السبتاويين”، أعاد الاطمئنان إليهم، رغم ظروف حياتهم القاسية، إذ ينامون داخل السيارات القديمة والعربات المهجورة المتخلى عنها.

وخلفت وضعية الأطفال تضامن سكان المنطقة، خاصة بعد انتشار خبر تعرضهم للاعتداء وتهديدهم بالقتل، ومعاينتهم للوضعية الاجتماعية القاهرة التي يعيشون فيها، إذ يغادرون أمكنة مبيتهم في الساعة الثامنة صباحا، من أجل التسول في الشوارع والساحات العمومية، ولا يعودون إلا مع منتصف الليل، في غياب أي دعم لهم، دون أن يسجل في حقهم ارتكاب جرائم السرقة.
وأثارت تهديدات الجزائريين حالة من الرعب في صفوف باقي المغاربة، إذ فضلوا التواري عن الأنظار، والالتحاق بحوالي 700 طفل مغربي يعيشون بشوارع المدينة، أغلبهم “حراكة” استغلتهم “مافيا” التهجير لجني مبالغ مالية كبيرة، سيما أن الأجهزة الأمنية بباب سبتة لا تنتبه كثيرا إلى وجودهم، ناهيك عن تعدد طرق تهجيرهم، سواء عبر مخابئ في الشاحنات أو نقلهم في سيارات خاصة.