عباس بنكهة السكر

يو

سف بلحسن

أحب أسماء آل البيت (العطرة الطاهرة ) وافتخر دوما أمام أصدقائي العرب بأننا في المغرب السني ،نحمل من أسماء عائلة أفضل الخلق عليه ازكى الصلاة والسلام( بأبي وامي ونفسي هو )ما يشرفنا …
“اسمي العباس انا من أسفي ” قالها لي في بداية تعارفنا،جاء ذاك صدفة (وراءها ذاك ال:خالد -سأكتب عنه يوما … أكيد .-.)أو لنقل أن” العباس ” بكرمه، بمعاملته و بدماثة أخلاقه … جعلني أسرق كل مرة لحيظات لأجالسه في محل عمله بمدخل حي الشبار بمرتين، واستمتع بتجاربه في الحياة وقصصه الرائعة ومعها كؤوس من قصب السكر ،لها طعم لذيذ لا اجده عند غيره .
عاش العباس حياة مليئة بالتجارب ،خبرها كعمره
المتوسط؛ ما يعجبني فيه أكثر بسمته وتفاؤله رغم قساوة الحياة ،حياة دفعته دفعا الى مغادرة مدينته، للبحث عن اللقمة الحلال في اقصى الشمال.
نتحدث انا وهو كثيرا حول تجاربنا ونكتشف ان الكسور والاحباطات هي التي تصنع الرجال وان الحياة قد ترفع الواحد في لحظاتها الى علوة “الذهب” ثم ترمي به الى قاع الرمل ، تختبره لترى مدى صلابة معدنه وساعتها يحس بطعم اللقمة الحلال وحلاوتها حلاوة عصير القصب ذاك …
كل مرة أقول أن ما تكتشفه لدى الناس العاديين الطيبيبن منهم او الذين ظلمتهم الحياة- فزاغوا قليلا – أفضل بكثير من تلك الجلسات في محاضرات الترف التي تعقبها موائد الجشع والتي اخدت من عمري الكثير.
مع العباس اختم تلك اللقاءات بنكهة قصب السكر يصر على أن يمنحني إياها بدون مقابل ههههههه وأقبلها حتى تستمر لقاءاتنا كل لحيظات…في انتظار أن يطوف بي يوما ما في مدينته الذهبية بعد ان يعد لي كما وعدني طبقا من أكلته اللذيذة” الثريد ”
وإلى ذاك اليوم ، وعندما تمرون ” بمرتين ” لا تنسوا شرب عصير القصب السكري من عند العباس وحتى وان لم يحدثكم بحكايته، فأكيد ستستمتعون بشراب حلو ومتقن .