الهشاشة الاجتماعية من الأسباب الرئيسية لتنامي جرائم القتل بطنجة
طنجة اليوم
صارت جرائم القتل بطنجة مشهدا عاديا خلال الآونة الأخيرة والتي تشهد أعلى مستوياتها استنادا للجرائم التي وصل صيتها لدى وسائل الإعلام، وإن كان طرق وكيفيات الإجهاز على ارواح الضحايا تختلف، فإن جل الجرائم تكاد تشترك في العامل الإجتماعي الذي يكون هو المسبب الأبرز لها ومنذ مطلع السنةالجديدة لا يكاد يمر أسبوع دون تسجيل جريمة قتل كان اشهرها تلك التي راح ضحيتها تلميذ بإحدى المؤسسات التعليمية بمسنانة الشهر المنصرم، وهو ما يكشف عن الإرتفاع في معدل الجرائم داخل الوسط الشبابي بشكل خاص وقد أرجع مختصون في الطب النفسي ذلك لتنامي تعاطي الشباب للمخدرات وهو ما بات يزهق أرواحا لأسباب تافهة للغاية، فضلا عن تعاظم أزمة البطالة والهدر المدرسي وغياب فضاءات ثقافية ورياضية تستطيع احتواء الشباب.
وجدير بالذكر أن طنجة لا تتوفر سوى على دار شباب واحدة أحدثت منذ أزيد من 50 سنة قبل أن تحدث فضاءات صغيرة فيما بعد لا تستجيب لتطلعات نسبة كبيرة من شباب المدينة وكان فاعلون قانونيون قد أثاروا خلال إحدى الندوات بطنجة أسباب فشل السياسة الجنائية العقابية معللين ذلك بعدم تمكن المشرع المغربي من إيجاد وسائل بديلة للعقاب.
فكثيرة هي الجرائم التي يرتكبها أشخاص في وضع نفسي غير سليم دون أن يتم إخضاعهم لأي علاج قبل او بعد ارتكاب الجرائم.وفي ظل غياب أي بنية معلوماتية حول الأرقام المرتبطة بجرائم القتل بشكل خاص يكاد يجمع أغلب المهتمين أن الهشاشة الاجتماعية من الأسباب الرئيسية لتنامي جرائم القتل بالمدن الكبرى وهو ما يفسر ارتفاع نسبة الجرائم بطنجة بالهوامش والمناطق الأكثر عزلة كما هو الحال بالنسبة لمقاطعة بني مكادة والتي تشهد معدلات مرتفعة عن باقي المقاطعات من حيث الجرائم بالنظر للوضع الاجتماعي المهيمن على ترابها.