فقهاؤنا رمز هويتنا و علاقتي بهم مصبوغة بلون خاص عميق

كتب: يوسف بلحسن

مند مدة تراودني فكرة جميلة لكتابة تغريدات حول مساجد مرتيل وحول أئمتها وفقهاءها الاجلاء بالخصوص،  أود أن ابدأ بمقالات وخواطر وانتهي بجمعها ،بعون الله ، في كتيب يخلد جزءا من معالم مدينتي ومن رجالاتها ونسائها.
علاقتي بالفقهاء والائمة علاقةمصبوغة بلون خاص عميق، هي مزيج من الاحترام والتقدير والحب،  أجد، والله، متعة في الحديث معهم وفي حضور تلك الليالي للذكر التقيلدي المغربي في الأفراح والأتراح ،تعجبني مزحتهم (ولفقهائنا انفاس للمزحة رائعة)وأجاهد نفسي لتقليدهم ومسايرتهم في الأمداح والقرءان بقراءتنا الجبلية المتميزة.
لا يعجبني ذاك اللمز الذي يتناول فقهاءنا في مجالس المقاهي وتلك الحمولة من الحقد التي لم يفتأ يظهرها البعض عبر كتابات ومقالات تهكمية وتهجمية على الفقهاء، خاصة عندما يغلط احدهم ويرتكب خطأ او جرما . يبدو ان البعض ينسى انهم مجرد بشر ومن حقهم الخطأ ويحاول ان يحملهم ثقل ” المعصومية” لمجرد أنهم أئمة مساجدنا، وما هم منها لا بقريب ولا ببعيد .
نفرح ونحن نرى كم الصغار الذين يرفعون اسمنا عاليا في سماء الحفاظ والمجودين في مختلف المسابقات العالمية ؛ ونطرب لاصوات “تغني” بالقرءان في مساجد القيام لشهرنا المعظم الرمضاني(وليس منا من لم يتغن بالقرءان …كما قال المعصوم).

ولكني لا ادري هل جيل اليوم يعرف قيمة اولئك الفقهاء “القدامى” الذين يلبسون جلاليب قديمة ولا تبدو على سيماهم علامات المعرفة، قول هذا لانني شخصيا لن انسى تلك الليلة من ليالي الشتاء بمسجد عتيق قديم مهترىء يكاد يسقط علينا بناحية مولاي عبد السلام بمدشر” تازا ” .

هناك تقام كل اول ليلة خميس من الشهر العربي ليلة الذكر والقرءان… وانا بصحبة صديقي محمد نتابع الذكر لفت انتباهي إمام كبير في السن ينفح “طابا”، وطبعا استصغرته لتصرفه ، حتى “صفعني” واقع الحال عندما أخد الامام الكلمة ليلقي درسا بليغا مرتجلا بعربية قحة تخلو من اللحن وتفيض بالفقه والعلم الشرعي.هؤلاء هم طينة فقهائنا ولمثل هذا نقدرهم ونحبهم.
ذات مرة كتبت عمودا حول فقيه مسجد وادي مرتيل المرحوم “شعبان” كان بالفعل من طينة نادرة خاصة نكته وغمزاته ولذلك كانت علاقة المصلين بالمسجد تمتزج بالواجب الديني مع الصداقة الخالصة .
اود الان ان اسطر اعمدة حول بعض أئمتنا علنا نصحح اخطاء البعض وسوء تقديرهم لهذه الفئة الغالية وعلنا نعطيها حقها من الذكر كما نفعل مع غيرهم….
سأحاول….بعون الله.