دعا حكيم بنشماش، الأمين العام للأصالة والمعاصرة ورئيس مجلس المستشارين، إلى «انقلاب» على نتائج الانتخابات.
واعتبر متتبعون أن ما دعا إليه بنشماش يعتبر سابقة في التاريخ السياسي المغربي، وتصورا خطيرا يضرب في العمق الدستور ووظيفة الأحزاب والمؤسسات المنتخبة، بما فيها الغرفة الثانية التي انتخب على رأسها منذ ثلاث سنوات بفارق صوت واحد عن منافسه عبد الصمد قيوح، القيادي في الاستقلال، الساعي إلى التنافس على هذا المنصب في أكتوبر المقبل.
وكتب بنشماش نقطة نظام ، جاء فيها أن «الأصالة والمعاصرة، المسكون بهواجس المساهمة في البناء، لا يجد حرجا في وضع السؤال الذي يتحاشاه كثيرون: هل يستقيم كبح ورهن إمكانات التطور الوطني باسم «شرعية انتخابية» هي في الواقع ليست شيئا آخر غير «شرعية» قاعدة انتخابية لا تمثل إلا نسبة ضئيلة جدا لمجتمع يريد أن يتقدم إلى الأمام؟».
وهاجم رئيس الغرفة الثانية الحكومة، وبالأخص قائدها العدالة والتنمية، مؤكدا أن المكون الأغلبي للحكومة، بعد أن استنفد كافة مبررات فشله وسقوط المشجب الذي اعتاد أن يعلق عليه عجزه المزمن، غير قادر على بلوغ سقف المسؤولية الدستورية وحجمها ومداها المخولة له، فمن حق الأصوات المجتمعية المعارضة، وكذا المعارضة المؤسساتية، الامتداد لتلك الأصوات المعبرة عن نفسها في صيغة «سلطة خامسة»، (من حقها) تجريب الإمكانات الدستورية المتاحة، ومن حقها أيضا، بل ومن واجبها، أن تطرح على أجندة الحوار الوطني مسألة معالجة «الكوابح» الموجودة في الوثيقة الدستورية نفسها، وتجاوز «الشرعية الانتخابية» التي لا تعني شيئا.
وردت أمينة ماء العينين، القيادية في العدالة والتنمية، على بنشماش، قائلة إنه «غريب أمر سياسي حزبي يعتبر الشخصية البروتوكولية الرابعة في البلاد، من خلال ترؤسه لمجلس منتخب، ينعت الشرعية الانتخابية، فقط لأنها لم تحمل حزبه لرئاسة الحكومة رغم كل الخسائر الديمقراطية التي تكبدها المغرب لأجل ذلك، (ينعتها) بالشرعية الزائفة، ثم يعتبر أن شرعية الحزب الأول هي في الحقيقة شرعية منقوصة لأنها لا تمثل إلا شرعية قاعدة انتخابية ضئيلة». ووجهت ماء العينين انتقادا شديد اللهجة لرئيس مجلس المستشارين، متسائلة: بأي صفة يخاطب هذا الرجل الطاعن في الشرعيات الانتخابية من أعلى منصة مؤسسة منتخبة؟ إذ جعل من نفسه أضحوكة عالمية يصلح التندر بها في باب النكت السياسية برجل يترأس مؤسسة منتخبة ثم يطعن في شرعية الانتخابات ويعتبرها شرعية زائفة.