الظاهرة الغيوانية تنبعث من الرماد كالفينق بمدينة مرتيل
يوسف بلحسن
أخدت سارة قلادة “خاي محمد” ذات الألوان الزاهية الغيوانية، وقلدتني إياها وهي تضحك…واضفت انا إسورتين الاولى من جنس القلادة والثانية من نوع “الموضة الجديدة ” لا أعرف تصنيفها ههههه وطبعا نزعت الساعة اليدوية “الماركا”… فالحدث او لنقل “المظهر” لا يحتمل ذاك الخليط من الأناقة…هههههه
أخدت هاتفي/المصورة.
وأسرعت الخطى نحو “الدقم دالواد” حيث مقهى البحارة عند الصديق العربي ” د وادلاو ” حيث موعدنا للمرة الثالثة مع سهرة غنائية من ذاك النوع التراثي الذي صمد ويصمد في وجه الميوعة الموسيقية. ومن لا يعرفه ؟.
الظاهرة الغيوانية تأبى إلا ان تنبع كل مرة من الرماد كالفينق .فينق مغربي حقيقي لا علاقة له بخيالات فلاسفة الاغريق وآلهاتهم الحمقى…
الليلة موعد جديد وهذه المرة بحضور زخم رائع واوووو…اليوم يحضر الرواد :…الزواق .المختار. لحسن …نور الدين .طارق…مجموعة حمادي ورواد طنجة…
ومعهم الجيل الجديد أصدقاء الظاهرة بالفنيدق وما أروعها
ومجموعة المحال من مرتيل وما اجملها ..وغيرهم ..رشيد .عمر .ياسين والرائع حسن بالته الوترية ..
دائما كنت استغرب لسماع فتيات صغار يرددون روائع المشاهب والسهام ولرصاد وناس الغيوان ..اسمعهم يغنون تلك الانشودات الزجلية التي كتبت واشتهرت قبل مولدهم وها هم اليوم يغنونها بحماس منقطع وبنفس الالات الموسيقية التراثية : الطماطم المنادولين السنيترا البندير بانجو وغيرها…..
كؤوس الشاي الحلو(ولتذهب نظريات الحمية الى الجحيم هههه) ورمال مرتينية تدغدغ اقدامنا بينما تهيم ارواحنا في عشق فاتنة لمشاهب وزميلاتها الحوريات الغيوانية….
فترى الاستاذ يردد والبحار يدندن والعامل دمرتين كالبوهالي” ليلة الدخلة ” لا يدري هل يرقص ويغني مع مجاديب الظاهرة ههههههه أم يصور ام يحاور تلك القامات التي جاءت على غير انتظار؟
يحضر المولوعون من هنا وهناك ويصطفون حول (الباطيرات والفلايك) وبينهم رئيس جماعة مرتيل وأعضاء من المجلس ومثقفين.
وعامة العشاق…
ويمتد السهر الى ساعات الفجر .طبعا مرتين لا تنام حتى بدون هؤلاء فكيف ادا حضروا؟؟
وعبر النقل المباشر live تقرأ تغريدات اشتياق لحضور الحفل لأبناء الوطن في العالم .الظاهرة تصر على الصمود ويصعب اقبارها ولو لم تجد محتضنا..
ياسين يردد علي كل مرة أثناء عملية النقل المباشر :” قل لمتابعي صفحتك اننا بصدد الإعداد لمهرجان الظاهرة بمرتيل وعما قريب”.
وبين تنظيم وانشاد وترحيب ،بشع من عيني الصديق الفيلالي محمد بريق السعادة.فهو عراب الظاهرة الغيوانية يرحل بها ويحملها وهو سفيرها بالشمال وهو الجامع للجموع واكيد معه وامثاله سيصمد تراثنا الغيواني الى حين .
اما انا فسعيد حد الثمالة فما كل مرة نشرب من المعتقة…..