ماوقع يوم29غشت2018 بميناء طنجة وصمة عار في جبين وزارة نجيب بوليف
بلجيكا : لطيفة حمود
الذي وقع وما زال يقع منذ صبيحة الأربعاء 29 غشت بميناء طنجة المتوسط، خلال عملية العبور لهذه السنة في شطر العودة، يعتبر باختصار شديد فضيحة كبرى، ووصمة عار في جبين المسؤولين عن القطاع.. الوزير المنتدب كاتب الدولة المكلف بالنقل، ومؤسسة محمد الخامس، وإدارة الميناء.. ماهي طبيعة الأجوبة والشروحات والتفاسير التي سيتحفوننا بها كي نستوعب هذه الكارثة ؟.
أكثر من ثلاثين ساعة انتظار للعائلات للصعود إلى الباخرة في عراء ميناء جديد نموذجي ومع ذلك يفتقر إلى المرافق الصحية الكافية وإلى قاعات انتظار مكيفة تأوي الأطفال والرضع والحوامل والشيوخ.. ؟ ولماذا انتظرت هذه العائلات مرة أخرى أكثر من 20 ساعة أخرى في ميناء الجزيرة الخضراء للخروج منه ؟ ما سبب هذه المضايقات من طرف الجارة، هل هي بذلك تعاقب المسافرين الذين فضلوا العبور عبر ميناء طنجة المتوسطي على ميناء سبتة المحتلة ؟ وماهي تحركات مسؤولينا إزاء هذا الوضع ؟.
أيها السادة المسؤولون، نحن في سنة 2018 ولسنا في سنة 1975، والذي حدث في هذه العودة لم يشهده مغاربة العالم حتى قبل بدء عملية “مرحبا” منذ ثمانية عشرة سنة، العملية التي يعتبرها العديد من مغاربة العالم بالوهمية، وأن جل أفراد المؤسسة هم أشباح بالميناء أثناء العبور، ويؤكدون أنهم يرونهم فقط في الوصلات الإشهارية بالتلفزيون.
يا سادة، أكنتم تجهلون أن العيد آتٍ في عز العطلة، وأنّ الناس ستعود في بحر الأسبوع الثاني بعده، لأن الاثنين 3 سبتمبر هو موعد الدخول المدرسي وبداية العمل للفئة الشغيلة ؟ ألم تستشفوا أنه أمام الغلاء الفاحش لتذاكر الطائرات، فإن كثيرا من الأسر ستفضل العبور على متن السيارات؟ أما الذين عادوا في حافلات النقل الدولي، فذاك قطعة أخرى من العذاب، بما يشهده هذا القطاع من فوضى و افتقار الموانئ إلى المصاعد والممرات الكهربائية وإلى العربات الصغيرة Chariots مما تضطر معه الأسر إلى جر أمتعتهم إلى جانب أطفالهم لمسافات طويلة.
أثناء مناقشة قانون مالية السنة الماضية، سألنا عن الأسطول البحري وقيل لنا أنه يتكون من 28 باخرة موزعة على كل الموانئ، وأن عملية العبور من الضفتين هي مستمرة خلال أربع وعشرين ساعة ، غير أن ما شهده ميناء ألميريا Almeria وميناء موتريل Motril في نهاية يوليوز هذا الصيف في اتجاه الموانئ الشرقية لبلدنا لا يقل فضيحة عما وقع بميناء طنجة المتوسط ، فالناس باتت في خلاء الميناءين لأكثر من ثلاث ليال في ظروف قاسية جدا، فقط لأن هناك رحلة يومية وحيدة مبرمجة نحو الوطن من كل ميناء.
أما انطلاقا من طريفة في اتجاه ميناء طنجة المدينة فلا أثر للرحلات الليلية، فكل من وصل بعد الحادية عشرة ليلا، بات مضطرا داخل السيارة أو على الرصيف حتى الصباح.
خمسة ملايين من مغاربة العالم يساهمون في اقتصاد بلدهم ب62 مليار درهم من العملة الصعبة، خصصوا لهم للعبور البحري أسطولا هزيلا لا توجد ضمنه أية باخرة مغربية خالصة، والذين فضلوا الرجوع عبر المطارات رغم الغلاء الجنوني للتذاكر فقد عاشوا بدورهم جحيما من خلال إلغاء العديد من الرحلات الجوية في آخر لحظة.