“أعشق الحسيمة،أعشق ناسها و أتبرك بأبطالها وأوليائها

يوسف بلحسن

 قبل البدء:
أعشق الحسيمة.اعشق ناسها. اتبرك بابطالها واوليائها . احب بحرها..اخطف كلمات من لغتها افهم الكثير منها …انا من شمال المغرب والعشق هنا لا يحتاج لتبرير ..”…
***********
1/في صناعة الذات..

“خاي محمد “ابني الصغير، سألني ونحن عائدون من الفجر وعليل الشرقي يدغدغنا:”من يكون تشكيفارا ؟ لحظتها اسمعته أغنيتنا الرائعة
Hasta siempre comandante cher guevara

وباقتضاب يقتضيه عمره الصغير قصصت عليه حلم ذاك الثائر . و خوفا من أن أبهره ببطل “منتوج” أجنبي قلت له .اتعرف أن “التشي “يظل مجرد تلميذ أمام زعيم من عندنا اسمه الأمير عبد الكريم.الخطابي ؟وان مغربنا عرف حمو الزياني وأحمد الهيبة و علال بن عبد الله وغيرهم كثير…؟
في المساء وانا ألج البيت سمعت صوت”الطابليت” وهو يصدح باسطورة هازم الاسبان والفرنسيس في” انوال ” ورأيت في عيني “خاي محمد “ذاك الفخر بالانتماء إلى مغرب خرج من رحم ريفه ذاك الأسطورة.
…..كنت ثائرا ولا زلت( ولكن بشكل مغاير الان ) وأريد أن يعيش ابني ثورته وتمرده.. ولن تكون له شخصية مستقلة ما لم يدغدغ حلم التغيير وكره القيم… قبل أن يستقر عقليا وذاتيا ويصبح عضوا آخر في جسد هذا الوطن …. ينتقد ويسب ثم يشارك ويبني..


لا أريد ان أرى ابني(أبناءنا)يضحك للكاميرا وهو يركب” الموت” .لا أريده ثريا بعيدا عني .ربما هي أنانية مني ولكنني انا الان مجرد أب .لم اعد “يوسف “الحالم بالنضال في فلسطين أيام الصغر أو المتوق لمعانقة البوسنة وقبلها أفغانستان أيام الروس وبتغيير جدري في منظومة بلادنا….
…..أقرب الناس انا إلى فكر شباب حراك الريف ولحد اليوم الوم نفسي أن تفاعلي كان من بعيد عندما كان الشباب هنا في “حسيمتنا “يصدح بذاك الكم الهائل من الاحلام الوردية… كنا نتفاعل في اللجان المحلية دعما للحراك وفي آخر لقاء وفي اجتماع ضم الجميل من شباب مدينتنا .

تكلمت بعقلانية لا تجوز في لحظات الثورة كنت اميل نحو الهدنة في الوقت الذي كان فيه الخطاب العام يصب في التصعيد كنت أرى أن الوضع قد ينفلت وان الأخطاء الان ستكون اثمنتها كبيرة،  حلمنا جميعا في ريف ينتزع حقه التاريخي في التنمية كباقي المناطق في مغربنا لا يجب أن يكون مقابل ثمن غالي…ثمن من عمر شبابنا..اذكر دائما تلك الاغنية الثورية لجورج قرمز أو مصطفى الكورد التي تقول”ضد أن يصبح أي طفل كان بطلا في العاشرة” يقولها فلسطيني يعرف معنى ضياع الصغار لتحقيق أحلام الكبار ..مرة وصور الشهيد محسن لحظة سحق شاحنة الازبال اللعينة لكيانه الجميل.. تملأ فضاءات العالم الازرق لصفحات أطراف لا علاقة لها بالريف ولم تدافع يوما عن حقوقه .. كتبت تغريدة قلت فيها الا تحسون بألم أم ووالد الشهيد اتعشقون الدماء إلى هذا الحد ؟لماذا تصرون على غرز السكين في الجرح ؟
عندما اعود للحسيمة كما اليوم تنتابني احاسيس متعددة .ابرزها ذاك العشق .والتيم….حب عدري أراه بعيني فريدا.(قالوا لي واش عجبك فيها؟قلت لهم خودوا عيني وشوفوا بها).
هذه المرة وبصحبة” المشاغب الإعلامي الجاد حميد العزوزي اطلعت على أمور أخرى جميلة عن الحسيمة .حميد يحسن الضرب على الوتر الحساس. بل يحسن تسويق الجمال لهذه البلدة … جولة معه عبر الأزقة والاماكن افضل من مائة محاضرة في فنادق البدخ حيث الكذب وحيث اموالنا تهرق تحت غطاء شعارات برامج التنمية والتكوين وإعادة التكوين(تكوين ثراء الذين يحسنون استغلال اللحظات الحرجة .للاغتناء ).


الحسيمة اجمل مما هي في مخيلات الناس ..وناس الحسيمة اوسع صدرا مما هو متخيل عنهم …وجبال الحسيمة وبحرها يوقعانك في الشباك دون ان تحس …
لماذا لا يسوق اسم الحسيمة كما يجب؟لماذا ترتبط في عقولنا بفكرة واحدة. ؟وكأن قدرها أن تحمل لوحدها هم دمقرطة وطن كله…؟
في “صناعة الذات” هاته (ذاتنا وذوات أبنائنا ).ساتعرض عبر كتابات للأمور التي لا تعرفونها عن الحسيمة ..
سأحاول بكل قواي أن اغسل عقولكم لادفعكم دفعا لتجعلوا نهاية الأسبوع القادم مقاما لكم في جنة الحسيمة .
…..يتبع.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

x

Check Also

إحباط بباب سبتة تهريب 254.040 أورو و1800 يوان صيني، أي ما يعادل بالعملة الوطنية 2744321,5 درهم.

طنجة اليوم : متابعة تمكنت عناصر الجمارك العاملة بمعبر باب سبتة، بالتعاون ...