الوزير “التوفيق” و عقدة الإمام الإلكتروني ؟

بقلم : محمد الصديق اليعقوبي

سؤال يفرض نفسه لماذا الدولة تهاب الإمام “مول الجلابة ولا تأبه للأستاذ الجامعي “مول الكوستيم والكرافطة”،  رغم أن الاول يؤم عشرات المصلين في غالب الاحيان بينما الثاني يدرس مئات الطلبة مادة تاريخ الثورات السياسية في العالم.
اذا تمت المقارنة بين الإثنين معا ، فنظريا الأستاذ هو الذي يشكل خطورة على وعي الجماهير الشعبية فــــــــــــــــــي مواجهة ديكتاتورية الدولة لكن ليس في المغرب !! ، لماذا ؟.

لا يتوفر نص بديل تلقائي.

الجواب لأن الدولة تهاب الإمام “مول الجلابة” الذي يعتلي المنبر ليخطب ويحث الناس، أو يقف وراء صفحته الفيسبوكية ويستنهض همم المستضعفين فوق هدا البلد الظالم أهله لكن بنكهة دينية تدغدغ مشاعر المتابعين،  وهنا مربط الفرس،  لدلك تراه الدولة مصدرا للفتنة   حينما ينبش في التوجهات الرسمية للدولة،  عكس الاستاذ الجامعي الأنيق والغارق في نظريات الثروة والثورة في مدرج أغلب الحاضرين فيه طلبة، حلمهم الوحيد هو الوصول إلى الفردوس الأوروبي والإرتباط ب بشقراء تنتشله من وضعه الاجتماعي، أو طالبة تحن لعش زوجية بسيط، أما المحاضرة فبالنسبة إليهم مجرد أساطير مملة ستنتهي صلاحيتها بإنتهاء الإمتحانات وهنا مربط الفرس مرة أخرى.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏

مناسبة هذا الكلام هو مراسلة وزير”التوفيق”سي أحمد التوفيق لمناديبه عبر ربوع المملكة من أجل إحصاء عدد الأئمة المتوفرين على صفحة أو حساب على مواقع التواصل الاجتماعي فهل سيوفق التوفيق في مطاردة الامام الالكتروني؟
فلو وجهنا سؤالنا هذا ل سي التوفيق ربما قد يجيبنا أنه من الواجب عليه أن يكون يقظا “للشادة والفادة ” وذلك في إطار المقاربة الأمنية، بإعتباره من حراس وخدام الدولة الأوفياء ، لأن الحقل الديني قطاع إستراتيجي للدولة لا يمكن التفريط فيه وتفويته للخواص خاصة مع هذا الجيل المندفع والشاب من الأئمة والخطباء والوعاظ والمرشدين وحتى المؤدنين
إلى وقت قريب كنا نسخر ونضحك على السعودية و إيران حينما كانوا يحجبون الفيسبوك و تويتر و كنا نقول أنه لو كانت هناك موسوعة ملحقة بكتاب غينيس للأرقام القياسة؛ تختص بتسجيل فتاوى التحريم لكانت السعودية صاحبة هذا الرقم القياسي في تحريم كل شيء؛ من الذوق الجميل مرورا بالموسيقى وانتهاءا بوسائل الترفيه!!ا، حاليا  جاء الدور على المغرب لكي تضحك عليه  الأمم والشعوب .
ختاما لا يسعني سوى الختم بمقولة قد تعكس ما أريد الوصول إليه؛ (تستطيعون قطف الزهور؛ لكنكم أبدا لا تستطيعون وقف زحف الربيع).

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

x

Check Also

كبريات الصحف العالمية تتطرق لخبر إعتراف بريطانيا بسيادة المغرب على صحرائه

طنجة اليوم : الوكالات أعلنت المملكة المتحدة رسميًا دعمها لمقترح الحكم الذاتي ...