
محمد الصديق اليعقوبي
ينما تترقّب ساكنة مناطق عدة بربوع المملكة، هطول الأمطار وما تُخلفه من أثار إيجابية لدى الفلاحين، تجعل الموسم الفلاحي أكثر ازدهارًا، ثمّة هنالك فئة عريضة من هذه الساكنة، يُعتبر المطر بمثابة نذير شؤم بالنسبة إليها؛ إذْ لن تمر التساقطات المطرية دون أن تترك في نفوسها، حالة من الهلع والخوف، إلاّ نادرًا.
“ ارشيدة” منطقة قروية تقع ضمن النفوذ الترابي لإقليم جرسيف ، الذي صار تابعا بعد التقسيم الجديد للجهات، للجهة الشرقية، بعد أن كان محسوبا على جهة تازة الحسيمة تاونات، لحقتها أضرارٌ بليغة بفعل الفيضانات الناتجة عن تساقط الأمطار، مساء يوم الجمعة 14 شتنبر، ولعلّ السبب في حدوث ذلك، كما يراه متتبّعون للشأن المحلي، راجعٌ إلى عدم أهتمام الجهات المعنية وغياب رؤية وتصور من شأنه أن يحدّ من معاناة قاطني هذه القرية، التي تزداد تفاقمًا مع حلول كل فصل شتاء، أوّل الغيث فيضانات وكارثة هي التسمية التي باتت متداولة بين سكان “قرية ارشيدة” مع هطول أولى قطرات الغيث نتيجة الأثر التي خلفته نكبة الجمعة الأسود في نفسية السكان خوفًا من خطر يتكرر قد لا يكون في الحُسبان.
فالعديد من سكان قرية ارشيدة بالتحديد، لكونها المنطقة الأكثر تضرّرًا بالإقليم، لازالوا مُتشبّتين ببصيص أمل ، ينتظرون تدخّل الجهات المعنية لتضميد جراح الفيضانات وإنقاذهم من الحيف و التهميش الذين صاروا يعيشون على وقعهما بعدما خربت مساكنهم وضاعت ممتلكاتهم، إثر التساقطات المطرية العاصفية وفيضانات الشعاب التي ثارت وأنتفضت في وجه المتقاعسين والمستهترين من بعض القائمين على تدبير الشأن الوطني والجهوي والمحلي ، فعلا كانت أسوء كارثة طبيعية أتت على الأخضر واليابس ودمرت منازل وممتلكات الناس وعرضتهم للتشريد وعرت الواقع وفضحت المسؤولين المحليين على مرأى ومسمع العالم .

Tanjalyoum Tanger à l'une
