لن اعتدر عن عدم تعزيتي في فرح ،لأني أحتاج من يعزيني فيها

يوسف الغزاوي

 لم أحضر الجنازة ، ولحد الساعة لم أذهب لعزاء محمد دسعيد وزوجه اختي احسان.. أحس بألــــــــــــم كبير لا يسعه قلبي الصغير.

أكتب الآن ودمعات تبلل عيني ،والله،وأجتهد حتى لا يراها من هم بجنبي في مكاني المعتاد كل صباح ..حتى الغيوم تقف بجنبي في حزني ولن أرى الشروق الصباحي ..
حكمة الله شاءت ألا أكون تلك الليلة حاضرا في مشهد الشهادة، كنت مبرمجا حضوري ولكن لسبب لا أعرفه لم اذهب..ولم اعرف بالفاجعة إلا فجر الغد…
كان الخبر يشير باقتضاب إلى شهادة طفلة لولد دسعيد(هكذا في مرتين ننادي تلك العائلة الكريمة،  ارتباطا بأب رحمه الله كان نموذجا للمواطن الصالح )

دققت في الخبر عبر صفحات متعددة …واصبت في مقتل عندما عرفت أن الشهادة تتعلق “بالعقد الفريد”الملاك فرح …في سن سارة ، بجمال، سبحان الخالق وباخلاق وتربية تسمو فوق المعتاد وبتفوق في الدراسة ..
قضاء الله الحكيم شاء أن ترحل الصغيرة لما هو افضل لجنات الخلد مع الملائكة ..رغم إيماننا بذلك تظل الغصة جاثمة..أتذكر محمد دسعيد، أتذكر طفولتنا المشتركة، أتذكر علاقتنا القوية .

كنت ألج عليهم البيت في حي الوادي وأتحدث إلى الوالدة رحمها الله وامزح مع الاخوات ، وحتى لما أخدت الدنيا كل واحد منا في متاهات العمل والحياة.. ظل محمد قريبا مني ثم تصادق مع اخي الأصغر علي .
وهكذا دواليك نلتقي قليلا وقلوبنا ملتصقة عن بعد …
لا زلت متهربا من لقاء صديق الطفولة محمد دسعيد ..سأستمر في الهروب وفي سلك كل الطرق التي لا يمر منها ..
لست قويا ولا صبورا لاجالسه وأعزيه..
ثقل الشهادة؛ شهادة الملاك فرح  يظل جاثما…
مند ايام أبحث عن كلمات أخفف بها عن ألآم لأب والام وكل العائلة…لا أجد ولا اعرف ولا أعتقد أنني سأجد
وفقط إيماننا الراسخ بانه لا مفر من قضاء الله وقدره وان ما عند الله افضل مما هو هنا .. ما يخفف عني الألم
احبك يا محمد دسعيد أب فرح واقدرك يا اختي احسان أم فرح .
ولن اعتدر عن عدم تعزيتي…لأني احتاج من يعزيني كذلك .
لقاؤكم وفرح أن شاء الله في جنة الخلد .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

x

Check Also

الفيديو : إحداث قسم باسم الشرطة الملكية لحماية المال العام مجرد إشاعة

طنجة اليوم : متابعة أكد الإعلامي المتميز نوفل العواملة أن الخبر المتعلق ...