يوسف بلحسن
عقدان وما يفوق تجعلك رغم أنفك جزءا من المحيط والأهم أنك تصبح عنصرا آخر في مكونات المشهد الإنساني، أقصد أنك تصبح “مضافا “للناس فيعتبرونك جزءا منهم وتلك مفخرة..
منذ بدأت في مشواري العملي ،أحمل حلوى مع “الفواتير ” وقبل أن أفرغ جيوب الأباء والأمهات …واجب “الشمس والنهر “.. يلقاني الصغار لأنفحهم الحلوى..تلك العيون الصغيرة التي تشع نورا وهي تلامس أيادي الخشنة بالعمل تغمرني حبورا لا يقدر ، أولئك الصغار لا يعرفون أنني أسعد منهم بلقائهم ومضاحكتهم.
اليوم التقيت يحيى ذي الأربع سنوات وبعض …لاحظت مند سنة وأكثر، علامات لوضع صحي غير طبيعي للصغير ..كنت كل مرة أحاول أن أسترق معلومات عنه….اليوم خرج عندي يحيى يحبو ..قلت له (هاك الحلوى ما اسمك.؟.)
لم يجب ولكنه اقترب مني بعدما أمرته أمه بالوقوف..اكتشفت انه لا يتكلم وانه مؤخرا بدأ يقف على رجليه .يبدو أنه يعاني من إعاقة عقلية أو ما شابهها…فلا يتكلم ولا يعرف المحيط …
يحيى بجمال ملائكي والله ،الاعاقة/المنحة الإلهية ، تتطلب تعاونا مجتمعيا ، طبعا بعد مسؤولية الدولة؛ ولذلك يجب توفير التكوين المستمرة لتمكين هذه الفئة من أبنائنا من التكوين الخاص والمتابعة حتى يتمكنوا من الاندماج في المجتمع ويتخطوا اعاقاتهم.
“آخده مرة واحدة فقط في الاسبوع إلى جمعية يحيى …”قالت لي أمه بحرقة.
لأن مصاريف النقل وغيرها تصعب على عائلة فقيرة لها أولاد اخرين وتسكن بعيدا عن المركز .
تحس بألم ضياع يحيى أن استمر إهمال الدولة والمجتمع لأبنائها الملائكة..
لماذا لا يحظى يحيى بساعات يومية للعلاج والتكوين والمستمر؟لمادا لا نوفر لهذه الحالات ما يجب وما هو فرض علينا تجاههم؟
الحمد لله وطننا يعرف زخما من فاعلي الخير وكلهم يسارعون فيه ..ولكن عندما تلقى يحيى وأمثاله ممن لا نوفر لهم حقوقهم الطبية والنفسية .تحس بغصة كبيرة .وبعدما كنت قد خرجت من بيتي للعمل وانا أغني مع الغيوان