حكاية فندق الشجرة مع مشروع طنجة الكبرى

محمد العشيري

فندق الشجرة عالم  المثير يتواجد بقلب مدينة طنجة ، عالم البؤوس و الشقاء و الحرمان تلك الي تتخبط فيها الكائنات الحية التي تستوطن  هذا المكان   وهم أصلا من ضحايا المجتمع ،داخل هذا   الفضاء  توجد   بناية لا يعيش فيها إلا  المتسولون وقطاع الطرق ومروجو  المخدرات  ، بل إن أسرا  بأكملها تقطن هناك، أسر تعيش في بيت واحد، لكن لا أحد يعرف الآخر، كلهم يعتقدون أنهم إخوة، لكن حقيقتهم لا تملكها سوى المرأة التي جمعتهم ، في مدرسة فندق الشجرة يتعلم الضحايا ، كيف يسرقون ،  وكيف يدمنون على المخدرات ، وكيف يعترضون سبيل الناس ،   إنها  الحياة التي  رمت بهم إلى هذا المستنقع .

أشياء غريبة تحدث داخل هذا السوق التاريخي بمدينة طنجة، وبالضبط داخل البناية التي تقاوم البقاء تحت تهديد السقوط في كل يوم، فلم يعد الأمر فقط يقتصر على تعاطي المخدرات والهروين داخلها، ذكورا وإناثا، بل إن المكان يتحول إلى “بورديل” تمارس فيه الدعارة السريعة التي لا تعدى 10 إلى 15 دقيقة.
أحد تجار السوق يؤكد أن الفتيات اللواتي لا يجدن ثمن الجرعة أو المخدر، تكون أمامهن فرصة الحصول على ذلك، والمقابل يكون هو ممارسة الجنس عليها، فالأمر بالنسبة إليها ليس غريبا، لأن وظيفتها الأساسية بالليل تكون هي الدعارة.

كانت الوكالة الحضرية لطنجة قد عمدت قبل سنوات إلى إحداث لجنة للتراث تعنى بالمحافظة على التراث العمراني الذي تزخر به المدينة حيث وضعت مشروعا لترميم وتأهيل فندق الشجرة، وكان  المشروع يرمي إلى تحديث قاعات بالطابق الأول للبناية الرئيسية للفندق الشجرة من أجل تحسين ظروف العمل بالورشات الخاصة بالنسيج التقليدي وكذا ترميم وإعادة تأهيل البناية الملحقة وتحويلها إلى مؤسسة ثقافية أو مدرسة للفنون والأعمال التقليدية.
ومن بين التدخلات الرئيسية اقترحها الوكالة ساعتها  القيام بها من أجل النهوض بهذه المعلمة الأثرية تحويل سوق الخضار وهو في حالة مزرية قبالة الفندق واستغلال فضائه كساحة للاستراحة وتنظيم أنشطة، وكذا إحداث وتوسيع بعض الممرات الخاصة بالمشاة وبالسيارات فضلا عن إعداد مركز تجاري خاص بالتجار الذين يشغلون حاليا الفضاء الداخلي للفندق ، لكن هذا المشروع ذهب مع الريح في إطار مشروع طنجة الكبرى