عبد المجيد الشراط
الرقية الشرعية هي التداوي ومعالجة الأمراض من خلال القرآن الكريم والأذكار بشكل عام، وجعل باب الاجتهاد والتجربة فيها مفتوحاً لكونها في معنى الطب، وذلك بدليل قول الرسول صلّى الله عليه وسلم: (لا بأسَ بالرُّقى ما لم يكن فيه شِركٌ) ، وعلى هذا الحال فالرقية الشرعية هي سنة فعلها النبي عليه السلام والصحابة من بعده وهي التوجه إلى الله واللجوء إليه بأسمائه وصفاته الحسنى دون شريكٍ أو وسيطٍ، وقد غفل كثير من الناس عن الرُّقية ولجأوا إلى السِّحر والشعوذة والدجالين لإزالة ما حلّ بهم من العين والحسد وطرد الجن من الجسد.
ومن شروط الرقية أن يعتقد الراقي والمَرقي أن الشفاء بيد الله وحده لا شريك له، وأن تَسلم الرقية من دعاء غير الله ، و أن يكون كل من الراقي و المرتقي أثناء العلاج على طهارة ،و لا يجوز مس النساء أثناء الرقية من قبل غير المحارم، وأن يكون الراقي أصلا حافظا للقرأن الكريم ملما بأحكام الشريعة الإسلامية لا تحوم حوله شبهة مخلة بالأخلاق الحميدة ، غير أن ما يسجل على مجموعة من الرقاة يدعو إلى أكثر من علامات استفهام.
من خلال الفضائح التي تقع بالعديد من مراكز الرقية الشرعية بالمغرب يتبين أن العديد من يزعمون أنهم رقاة هم في الحقيقة دجالون و نصابون ومحتالون بإسم الدين ، منهم من حفظ القليل من سور القرأن الكريم يرددها بطرق إحتيالية على ضحاياه ، ومنهم من يزعم قدرته على علاج الأمراض المستعصية و الميؤوس منها طبيا ، بزعمهم أن الطب لا يتعامل مع الجن، وهي الأفكار التي يقتنع بها كثير من الناس الذين يلجؤون إلى الرقاة بدل الأطباء، ومع وجود هذا ” الوسخ” ضاع الرقاة الشرعيون الشرفاء وأصبحوا بدورهم محط الشبهة .