سوق “الأنفلونزا” حلقة من حلقات مسلسل الرعب صنعته شركات الأدوية العالمية
محمد الصديق اليعقوبي
من الملاحظ في الآونةالأخيرة أنه ما إن يهدأ الضجيج في الإعلام العالمي ويغفل الناس حتى يتصاعد من جديد و يفاجَئوا بزوبعة أُخرى ، فمن الجمرة الخبيثة وجنون البقر والحمى القلاعية ، إلى الإيبولا و أنفلونزا الطيور ، ثم أنفلونزا الخنازير وما بقي إلا أنفلونزا الكلاب والصراصير ، إلا أن هذه علاجها متوفر في كل مكان وليس لهم من ورائها فائدة وكأن الموضوع موضة أو سلاح إعلامي جديد لدر الرماد في العيون ، (أو تغطية عين الشمس بالغربال كما يقال) حيث تزامنت مع هذه الزوابع والترهات أحداث كثيرة هزة العالم بأسره وليس وطننا الحبيب . أحاول جاهداً أن أصفّي نيتي بأدق وأكفأ وأنعم المصافي النفسية، وأن أفكر بحسن نية تطابق أو تتفوق على حسن نيّة الزعيم الأممي بن كيران ، لكن للأسف كل ما أراه وأدقق به من أحداث حول العالم لا يمكن أن يجري بحسن نية مطلقة .
تذكرون معي موضة “جنون البقر” التي ظهرت وترعرعت في أواخر التسعينات من القرن الماضي ، وكيف دبّ الهلع في العالم أجمع من هذا المرض الجديد والخطير، فأُعدمت الأبقار، وقوطعت اللحوم، وتضررت منتجات الألبان كلها خوفاً من المسّ البقري مع أن المسّ البشري أخطر وأبشع يا ترى أين هو المرض الآن؟؟.
ومن يحمل ذاكرة حديدية يذكر موضة “الحمى القلاعية” التي إنتشرت وشاعت مباشرة بعد جنون البقر حتى أصبحت الشاغل الأكبر للعالم ففي المملكة المتحدة عام 2001 فرضت الحكومة البريطانية قتل الكثير من الماشية وإلغاء العديد من المناسبات الرياضية والترفيهية خوفاً من “الحمّى العالمية”ترى أين هو المرض الآن؟؟..
ومن يملك ذاكرة فضية يعرف انه بعد جنون البقر والحمى القلاعية ظهر مرض الإلتهاب الرئوي الحاد “سارس” الذي بدأ في الصين وبعض مناطق شرق آسيا وإمتدت إشاعاته الى أمريكا الشمالية ، في ذلك الوقت تم التحذير من القطط المنزلية والحيوانات الأليفة لأنها الناقل الرسمي والحصري لبث زكام وفيروسات هذا المرض حتى صار الإنسان الأسيوي في نظر العالم عبارة عن متّهم بــ”السارس” حتى تثبت براءته أين هو المرض الآن؟؟
ومن يملك ذاكرة ذهبية يعرف أنه بعد جنون البقر والحمى القلاعية وسارس ..ظهرت قصة “الجمرة الخبيثة” التي تنقل العدوى من خلال الجهاز التنفسي لدى البشر بأعراض تشبه الأنلفونزا وتستمر لعدة أيام، تليها إنهيار شديد (وغالبا ما يكون مميتا) في الجهاز التنفسي، طبعاً الماعز والأبقار والأغنام هي الوكيل والموزع المعتمد للجمرة الخبيثة في العالم..أين ذهب المرض الآن؟؟
ومن يملك ذاكرة بلاتينية يعرف ان موضة أنلفونزا الطيور جاءت في عام 2004، وهو ذلك المرض الذي ينتقل من الطيور إلى الانسان مسببة أعراض ومشاكل تنفسية قاتلة ،تلتها بعد ذلك أنفلونزا الخنازير وأخذت مجدها عام 2009..ويحق لنا أن نتساءل أين أنفلونزا الطيور والخنازير الآن؟؟…
الآن سوق “الأنفلونزا” برأيي الشخصي هي إحدى حلقات مسلسل الرعب الطويل وهي واحدة من الأعمال الكاملة التي يروّج لها بين الفترة الثانية من قبل لوبيات الإعلام العالمي ، وشركات الأدوية والأمصال ، وربما تديرها صراعات غذائية وإقتصادية كبرى التي تتنافس على إقتحام الأسواق العالمية وإرهاب البشرية من منتجات محددة…
ففي هذا الشأن سبق أن فجر عالم أمريكي قنبلة مدوية أكدت تخوفات ذات صلة بما يشاع حول أنفلونزا الخنازير من شبهات تصب في قناة الإتجار بأرواح البشر لا سيما العالم الثالث، فقد كشف العالم الأمريكي د.ليوناردو هوردتيز في تصريح خطير بثته وكالات وفضائيات عالمية بأن ما بات يعرف بفيروس أنفلونزا الخنازير، الذي إجتاح بلدان العالم في ظرف قياسي، ما هو إلا مؤامرة يقودها سياسيون ورجال مال وشركات لصناعة الأدوية في الولايات المتحدة الأمريكية. وكانت معلومات سابقة تحدثت عن أن منظمة الصحة العالمية، وهيئة الأمم المتحدة، والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ومجموعة من اللوبي اليهودي المسيطر على أكبر البنوك العالمية، وهم ديفيد روتشيلد، وديفيد روكفيلر، وجورج سوروس، بالتحضير لإرتكاب إبادة جماعية، وذلك في شكوى أودعتها لدى مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (آف بي آي). وكانت كذلك قد سجلت شكاوي طبية متخصصة ضد شركات الأدوية المنتجة للقاح أنلفونزا الخنازير وهي شركة “باكستر” “وأيفر جرين هيلز وتكنولوجي” والتي رأت الصحيفة أنها مسؤولة عن إنتاج لقاح ضد مرض أنفلونزا الطيور ، من شأنه أن يتسبب في حدوث وباء عالمي من أجل البحث عن الثراء في نفس الوقت ورفعت الصحيفة في شكواها جملة من المبررات التي قالت أنها تراها موضوعية وتتمثل في كون المتهمين إرتكبو ما أسمته “الارهاب البيولوجي” مما دفعها لإعتبارهم يشكلون جزءا من عصابة دولية. تمتهن الأعمال الإجرامية من خلال إنتاج وتطوير وتخزين اللقاح الموجه ضد أنفلونزا الخنازير بغرض إستخدامه للقضاء على سكان الكرة الأرضية من أجل تحقيق أرباح مادية وإعتبرت الصحيفة النمساوية إنفلونزا الخنازير مجرد دريعة للإغتناء.
طيب لماذا لا تأتي الفيروسات إلا من أطعمتنا مثل البقر والأغنام والماعز والإبل والطيور وحتى الخنازير(بالنسبة للغرب)…لماذا لا نسمع عن أنفلونزا التماسيح والعفاريث مثلا ؟؟ وماذا عن أنفلونزا الفقر والجهل والفساد ووو التي تقتل يوميا ولم نسمع أحدا يبحث عن علاج لها !!! بالتأكيد نحن لا ننكر وجود “الأنفلونزا” أو سابقاتها ولا ننفي خطورتها أو عدواها ، لكن التهويل والفزع الإعلامي مبالغ فيه بشكل كبير جداً، فالصيت أكبر من الفعل الحقيقي لهذا المرض العادي.
سؤال: كم حالة وفاة لأنفلونزا الخنازير في وطننا الغالي ؟؟ ألا نفقد يومياً المئات عن طريق حرب الطرقات و الإهمال بالمستشفيات والأخطاء الطبية ولگريساج ربما يقتل أضعاف ما ستقتله الأنفلونزا لمدة قرن كامل من الزمن. لأن فيروس التكليخ وفيروس الإستبداد والإستغلال والتخويف والترهيب والتجويع والظلم والحگرة أكثر خطورة وفتكاً من فيروس “لَعْطَاسْ”!!..
وعودة لعنوان مقالنا ، نرى أن بلادنا تعيش في الحقيقية (أنفلونزا الزّلط إن صح التعبير ) التي تضرب جيوب المواطنين، وما خفي كان أعظم ، إذ لا يرى الناس إلا ما ظهر من الجبل فوق سطح الماء ، أليست هذه الأنفلونزا جديرة بالاهتمام ، وحتى لا نًتهم بالتشكيك في ما يتخذ من إجراءات ، فلا بأس من أخد الحيطة والحذر .. إلا أني أبحث عن طبيب حقيقي يحس بأحاسيس هذا المجتمع ، ويبدل أقصى جهده في علاج أنفلونزا الزلط ، ولو أقتضى الأمر الاستعانة بخبراء من العالم لدراسة الأسباب ووضع الحلول بل ودراسة حتى نفسيتنا وسلوكنا فيما يخص هذه الجائحة، ومهما كلف ذلك من ماديات ، لأن الإنسان غال ولا يقدر بثمن . وأخيرا لا لهذا الإعلام الخادع.