Don't Miss

ما الذي يدفع طفلا للإقدام على قتل نفسه وعلى من تقع المسؤولية؟

 نتيجة بحث الصور عن انتحار الاطفال بالمغرب

محمد الصديق اليعقوبي

أصبح من الطبيعي أن نتابع أخبار المنتحرين عبر صفحات الحوادث يوميا، لكن الجديد والمثير للدهشة أن يزحف غول الإنتحار إلى عالم الأطفال المملوء بالبراءة،  تكرار هذه الحوادث أثار تساؤلات عديدة، لماذا يقبل طفل لا يزال يخطو خطواته الأولى في الحياة على التخلص من حياته؟ ما الذي يدفع طفلا للإقدام على قتل نفسه؟ ما الإحساس الذي إنتابه وأوصله لهذه الدرجة من الكراهية للحياة حتى ظن أن الموت بهذه الطريقة سيكون أرحم وأفضل له؟
وعلى من تقع المسؤولية؟ الأسرة أم المدرسة أم كافة مؤسسات المجتمع؟ وهل من سبيل لعلاج هاته الظاهرة ؟ أم أن إنتحار الطفولة سيظل صرخات في واد عميق بلا مجيب ولا مغيث؟ كيف لإنسان أن يتحمل تلك الصدمة؟ أسئلة وأخرى تطرح، لكن ليس هناك إحساس أبشع من أن يدخل أب على إبنه فيجده منتحرا ومعلقا في سقف حجرته، مشهد كفيل بقتل أي أب أو أم ، تفشل معه كل محاولات التخيل لهذه الإحساس، أبعده الله عنا جميعا.

أن ترى إبنك الذي تعيش من أجله وتذوق مر الحياة وتتحمل ضغوطها حتى توفر له ما يعينه عليها، الأمل الذي تحيا من أجله، وعمرك الذي تأمل أن يمتد بعد رحيلك مشنوقا مخنوقا فاقدا لروحه وروحك، بين عشية وضحاها نسمع عن أطفال أنهوا حياتهم بأيديهم وقرروا الإنتحار قد تختلف الأسباب أو تختفي أحيانا والنتيجة واحدة.. طفل مسكين إنتحر !!!

نتيجة بحث الصور عن انتحار الاطفال بالمغرب

قهروني و سبابي مرات با و بغيتكم دفنوني حدا ماما” هي رسالة مؤترة تركها الطفل الهالك ذو 12ربيعا يوم  الأربعاء 6 من فبراير الحالي بالعاصمة العلمية فاس،
يتساءل الناس ما الضغط الذي قد يعانيه طفل في عمر الزهور ، لدرجة قتل نفسه، وحقيقة الأمر أن الأطفال أيضاً يتعرّضون للضغوط تماماً كما الكبار، كضغوط النمو والدراسةوالإهمال العاطفي، لكنهم لا يستطيعون التعبير عنها، فيتحولون إلى أطفال عدوانيين أو عنيدين أو إنطوائيين، إذا فشل الأهل في التعامل الصحيح مع الطفل ومساعدته في التعبير عن نفسه. والحادث الذي يتسبب بإنتحار الطفل ليس تافهاً كما نعتقد، وهو غالباً القشة التي قسمت ظهر البعير بالنسبة إليه.

وتختلف أسباب إنتحار الأطفال عنها عند المراهقين والبالغين،  وعلى رغم أن القطع بأسباب ذلك لا يزال غامضاً نسبياً بالنسبة إلى الباحثين، إلا أن المشاكل التي قد تشكّل ضغطاً على الأطفال، وتدفعهم لإنهاء حياتهم، أسباب كثيرة ومواقف أكثر قد تمر بيننا وبين أبنائنا، سواء كنا أغنياء أو فقراء أو متوسطي الحال، نظنها عادية ولا نتخيل أن أي منها قد يكون قشة تقسم ظهور أبنائنا وتدفعهم للإنتحار، بعد سلسلة من الضغوط قد لا نشعر بها، ولا نرى معاناتهم حتى نراهم معلقين فى أسقف منازلنا، هنا قد يفكر كل منا ويراجع مواقفه ويتذكر مواقف كثيرة لم ينتبه إليها، بسبب ضغوط الحياة التى تسحقنا وتسحق أبنائنا تحت عجلاتها.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

x

Check Also

طنجة : مطار ابن بطوطة ( بوخلف) يسجل رقما قياسيا جديدا بزائد 20,71 في المائة

طنجة اليوم : و م ع أفاد المكتب الوطني للمطارات بأن المطارات ...