هل إنبنى قرار “فرنسة”التعليم بالمغرب على منهاج علمي أم لخلفيات أخرى؟

نتيجة بحث الصور عن التعليم

  محمد الصديق اليعقوبي

لتناول موضوع “فرنسة” التعليم العمومي في المغرب، سيكون من المجدي طرح بعض الأسئلة المحرجة التي يتحاشاها العديد من السياسيين والمسؤولين الإداريين والتربويين، وتغيب عن ذهن الكثيرين، حول واقع وخلفيات ونتائج هذا القرار. هل إنبنى قرار “فرنسة”التعليم في المغرب، على مشروع تربوي ومبررات علمية وتكوينية واضحة، أم الأمر لم يعدو أن يكون قرارا إرتجاليا جاء تحت ضغط بعض اللوبيات الحزبية والإدارية التي تحركها دواعي إيديولوجية، ليس إلا؟ أم أن هناك أجندات خارجية لها علاقة بالموضوع؟ ما هي المبررات والتفسيرات المقنعة للإصرار على المضي في هذا القرار وهذه العملية ذات الأبعاد البيداغوجية والمعرفية والثقافية المعقدة، رغم التقاء العديد من التحاليل العلمية والأراء السياسية والمعاينات التربوية في تأكيد فشل إصلاح التعليم ؟ هل أصبح تلامذة أبناء الشعب عبارة عن فئران تجارب لكل من تربع على كرسي الوزارة؟ ثم لماذا لم يوقف هاته المهزلة المجلس الأعلى للتعليم انطلاقا من وضعيته وأدواره الدستورية ومهامه التخطيطية والإستراتيجية؟ ما هو التوضيح والتبرير السياسي والتفسير العلمي والتكويني الذي يمكن أن تقدمه الدولة والحكومة للوضع الشاذ الذي عرفه قطاع التعليم العمومي ؟ كيف يمكن إقناع المواطنين والمواطنات المغاربة وأبناؤهم المتمدرسين بالمدرسة العمومية بهذه الوضعية اللغوية التي يتحملون فيها نتائج قرار سياسي وإداري خاسر، فقط هي أسئلة وأخرى لوحت في فضاء مواقع التواصل الإجتماعي بين مؤيد ومستنكر وساخر وغير مكثرث لهذا للقرار.

قد نتساءل لماذا بين لحظة و أخرى ووزير وآخر يطل كائن ما حاملا لمعاوله و محملا بعلله ، هاجسه الرئيس، هدم أسس اللغة العربية مرة عبر وصم اللغة العربية بالعجز عن تغطية المتفاعل سوسيوثقافيا بحكم أنها لغة المقدس، و لغة المقدس محكومة بالخطوط الحمراء و الزرقاء ..و المزركشة كذلك….ومرة عبر ركنها جانبا و اقحام الفرنسية كآلية للتعليم… هل نحيل هؤلاء على التاريخ…؟ لنخبرهم ان اللغة العربية ناقشت هذا المقدس ذاته..و أفرزت فرقا كلامية ناقشت حتى الذات الإلهية؟ هل نخبرهم أن المتصوفة جعلوا من اللغة العربية وعاء لحمولات خاصة جدا..بل وأوغلوا في تكريس الوظيفة الشعرية لفعل التواصل حتى أصبح للكلمة الواحدة معنى و إحساس و تمثل و إشارة و درجة و علامة؟ هل نخبرهم أن كتب الغزالي و إبن سينا و الفارابي و إبن رشد و إبن باجة و إبن مسكوبه و إبن خلدون و غيرهم كانت مرجعا لتلامذة أوروبا ينهلونها عبر تعلمهم للغة العربية من أجل سبر مداركها..؟ أقول هذا ليس تعصبا للغة العربية ..و لكن تعصبا للتعصب… اللغة العربية جوهرة غالية، بل كنـز ثمين توارثناه جيلاً بعد جيل، بمباركة من السماء وحفظ من الله سبحانه وتعالى، وقد حرصت الأجيال المتعاقبة على أن تسلم راية هذه اللغة لمن بعدها عالية خفاقة في كل عوالم المعرفة، سواء في الثقافة أو الأدب أو العلوم المختلفة، بالإضافة إلى مكانتها الدينية التي جعلتها أسمى لغات الأرض على الإطلاق، وأجملها وأطولها عمرا وأوضحها بيانا. وقد فطن السابقون الأولون من أمثال سيبويه والفراهيدي وأبي الأسود الدؤلي وغيرهم إلى هذه المسألة، فبذلوا الجهد العلمي المقدر لبناء دعائم قوية تتكئ عليها اللغة العربية وهي تتناقل عبـر الأجيال من ناحية، ثم وهي تُعد لحوار الحضارات من ناحية ثانية؛ لكونها تحمل رسالة سماوية لكل الأمم المنتشرة في أرجاء المعمورة بدون استـثناء من ناحية أخرى.

نتيجة بحث الصور عن التعليم
إلا أن هذه الجوهرة الغالية آلت إلى ورثة لم يقدروها حق قدرها لأنهم ذرية ضعفاء، حتى في العلوم الإنسانية التي أسسها أجدادهم وأرسى دعائمها آباؤهم وظلت لسنوات طويلة حكرا عليهم، يستقي منها الأمم الأخرى، وبذلك، وحسب قراءة الواقع (لم يعد هذا الشبل من ذاك الأسد) هذا إن كان هناك شبل من أساسه ،فتداعت عليهم الأمم رغم التحذير النبوي من هذا المآل، فتعرضت اللغة العربية إلى (التغريب) بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان. وإذا نظرنا إلى مصطلح ( التغريب ) على أنه يعني التوجه نحو الغرب، كما في قول الشاعر: أُغـرِّبُ نحو الرزق وهو يشرّق ** وأقسم لو شّرقت كان يغرّب فإن اللغة العربية كادت تولي وجهها شطر الغرب من خلال أبنائها، بسبب تكالب الأعداء من جهة وبسبب تواطؤ بعض المثقفين المغاربة من “التغريبيين أو المستغربين” الذين يدورون في فلك أوروبا وأمريكا ويرغدون في نعيمها، ولنا في خريجي البعثات الفرنسية خير مثال حيث أحكموا القبظة على التعليم وها هم يحاولون تخريبه من داخل الأقسام
يتبع…

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

x

Check Also

ضبط صفائح مخدرات تحمل ( لوغو ) المغرب التطواني

طنجة اليوم : متابعة اوقفت الشرطة الوطنية الإسبانية، يوم  الخميس الماضي  ، ...