تحل اليوم ذكرى الزيارة التاريخية التي قام بها المغفور له محمد الخامس لطنجة يوم 9 أبريل 1947 ، وهي الزيارة التي كان لها انعكاس إيجابي على المقاومة الوطنية و التي أدت في نهاية إلى استقلال المغرب الجزئي سنة 1956 ، لأن طنجة عادت للمغرب سنة 1957 ، وسبتة و مليلية مازالتا محتلتين من قبل إسبانيا .
وجاء الخطاب التاريخي الذي ألقاه محمد الخامس رحمه الله في فناء حدائق المندوبية بحضور ممثلين عن الدول الأجنبية وهيئة إدارة المنطقة وشخصيات أخرى مغربية وأجنبية، ليعلن للعالم أجمع عن إرادة الأمة وحقها في استرجاع استقلال البلاد ووحدتها الترابية ، حيث قال جلالته “إذا كان ضياع الحق في سكوت أهله عليه، فما ضاع حق من ورائه طالب، وإن حق الأمة المغربية لا يضيع ولن يضيع …”، كما أكد جلالته من خلال خطابه نظرته الصائبة رحمه الله وطموحاته النبيلة نحو مستقبل المغرب ، حيث قال جلالته بهذا الخصوص “فنحن بعون الله وفضله على حفظ كيان البلاد ساهرون، ولضمان مستقبلها المجيد عاملون، ولتحقيق تلك الأمنية التي تنعش قلب كل مغربي سائرون ..”
طنجة المدينة التي ظلمها التاريخ الرسمي وقزم دورها كمدينة تاريخية قديمة قدم التاريخ ، عاشت سنوات من التهميش و الإقصاء و سلب منها العديد من الامتيازات التي كانت تتمتع بها عندما كانت تحت الانتداب الدولي و التي كانت من الشروط على تم فرضها على المغرب لقبول عودتها للوطن ، ومنها الامتياز الضريبي الذي أنعم به عليها المغفور له محمد الخامس والذي تم سحبه من المدينة .
ويمكن القول أن الدولة المغربية بدأت تتصالح تدريجيا مع طنجة من خلال الأوراش الكبرى التي تعرفها حاليا ، بالرغم من كون أبناء المدينة يرون أنهم مهمشون من سوق العمل في تلك الأوراش .