النجمان :مرايحي و النيكرة …خطاب تونس والمغرب المهرجان الدولي للعود
يوسف بلحسن
ليالي العشق التطواني مستمرة لليلة الثالثة على التوالي فوق خشبة المسرح العريق “اسبانيول”. وهذه المرة وقع الاختيار على الفنان التونسي الرائع “امين مرايحي “ليفتتح وصلة الليلة .ليست مرته الأولى بتطوان ولكنه هذه المرة بصم بقوة وانتزع عن كفاءة تصفيقات الجمهور وكيف لا وقد حضرت مجموعته بتمثلية من القارات الثلاث ،ضمت بالإضافة اليه عن أفريقيا عازفا على آلة الطلبة من الهند / اسيا اسمه “برابهو ادوراد” ومبدعا على الجيتار من بلغاريا /اوروبا اسمه أنجيل ديميريف. امين مرايحي الذي ظهر نبوغه وهو لا يزال طفلا تكون على يد الكبار ومزج في فنه بين مدارس مختلفة حتى يتمكن من تقديم مشاريعه الجديدة .
الخطاب الموسيقي الجميل الذي كسب به جمهور الليلة و المتمثل في المزج المذهل بين الالات والأنغام لمختلف الإيقاعات العالمية والتناسق الكبير بين النجوم العازفة الثلاث أكدت سلطنته وتفوقه .ومصاحبيه الهندي والبلغاري كانا رائعين وحققوا لنا تلك المتعة التي تحرك جسدك وتدفعك للتمايل طربا. وبصدق سنكون سعداء لو أتيحت لنا سهرة منفردة لهذا الرائع . الفنان مرايحي فاجأ الجمهور بتقديمه وعزفه على آلة عود “اليكتريك” .الة تجدد في العزف ولكن تحترم المقاسات التقليدية المشهورة للعود وان باوتار مختلفة والفكرة هي: “أن نستعمل أصواتا مختلفة لتوسيع الإمكانيات الفنية”هكذا قدم امين لتجديده. الوصلة الثانية كانت تطوانية خالصة “إدريس نيكرة” .فنان تربى وترعرع في مدينة الفن ولتوسيع مداركه وتفتحه على مختلف المدارس سافر وتتلمذ هنا وهناك .وانتقل من الغناء والمصاحبة في العزف إلى التأليف والتلحين و العزف على سلطان الالات.
وصلاته كانت مزكرشة بنغمات وابداعات الفنان المشهور احمد الكندوز على آلة الكيثار والفنان خالد المرابط على الباص. وكما كان منتظرا تواصل النجم إدريس بشكل ملفت وقدم توليفات جميلة ، وكان لحواره المغربي الأصيل العودي مع جيتارة الكندوز ، صدى مؤثر داخل القاعة خاصة أن تلك الابداعات ارتبطت بموروثنا الغنائي المغربي الخالص: (خيي عملني من حبابك..او رائعة لحلو البابور). حملت مجموعة إدريس النيكرة جمهور المهرجان عاليا في سماء الأبداع عبر قطعتي.” لمسة .واندلسية “. ومن توليفة حساسة اهدى لكل امهات العالم قطعة مستقاة من رائعة “يا اغلى الحبايب”.. ومن جهته قدم الكندوز مقطوعة “قرطبة “ليتمازج فيها عود الأندلسي مع الفلامنكو .ولنعيش مقتطعات من”شمس العشي” .
وبما مهرجان السنة هاته كرم في حفله الختام أمس الخميس الكبير لحلو عزف الوسيم إدريس ومجموعته الرائعة قطعة البابور اهداءا واعترافا بمبدعها.
جمهور تطوان المغرم بفنانه المفضل إدريس وقف وصفق له امتنانا بتلك اللحظات الجميلة من المتعة الخالصة وبين الحضور كانت فرقة جوق الهلال التطواني الأصيلة وعدد من رواد الاغنية والموسيقى.
مرة اخرى لا يسعنا الا ان نعترف ،أن المشرفين على مهرجان العود الدولي بتطوان يتقنون فن اختيار النجوم وتشكيل اللوحات المتعددة المشارب في عالم الفن الراقي .برافو