تقول” تيتو”وهي تشهق لسماع صاعقة الموت المباغث في ساعة قبل الفجر من الليلة الأولى للعشر المعتقات من لظى ذاك اليوم القادم مهما بعد …”كان طيبا بشكل لا يصدق وكان جميلا خلقة وخلقا…الابتسامة لا تفارق محياه ؛ورغبته في تقديم العون بروح كلها تفاؤل وبلا ملل سمة “لاصقة به” … كنا نحبه وسنظل نحبه…” يصعب في زماننا هذا أن تجد شابا حباه الله بكل مقومات الحياة ، ويتعفف عن السفاسف ، يحفظ وجهه الكريم بحفظه أخلاقه ويسمو عن سفاهات نسقط فيها ونكرر سقطاتنا دون أن نتعلم..فكيف تعلم هو سمو الاخلاق ؟وكيف حافظ على تلك الصورة المعروفة عنه ،لشاب تشهد له كل الساكنة: أصدقاؤه ومن ليسوا بانه كان على خلق. ؟ متى عرفت خالد ؟
لا أدري
لا أتذكر اليوم ..
اتذكر انني أعرفه وكفى …لأن أباه رحمه الله كان أبي الثاني ولأن أمه حفظها الله والهمها الصبر هي أمي الثانية . كان عزيزا علي ولم يحدث قط ولو مرة واحدة أن غضبت منه، هذا ليس أمرا عاديا ،نحن نغضب مــــــــــــن أولادنا وإخوتنا فكيف تمكن خالد من لجمنا عن الغضب منه ؟
أمي تحبه كثيرا وبين الفينة والأخرى كانت تقص علي جزءا من طفولة خالد ..تراها تتحدث عنه بصيغة من تريد أن “تفهم فيه ” أكثر من أمه ، أمي كانت تحبه وستظل تحبه والان برحيله ستتحرك مرة أخرى آلامها المريرة لفقدانها “سميرا” ابنا آخر لا زالت حرقته تدميها .. . خالد كان محبوب العائلة كلها صغارها وكبارها ، وكان محبوب الاصدقاء .. فهل مات خالد ؟ لا أعتقد أن اسمه سيمحى من الذاكرة ….حقا رحل وبعفو الله وكرمه، رحل إلى جنة الخلد ، ولكننا هنا سنظل كل مرة نقول.. كان خالد يفعل ويقول ويساعد وهو مبتسم وبشوش..سنكرر مناقبه لنمني أنفسنا بذكريات لإنسان /ملاك ترك مكانا فارغا هائلا بين ظهرانينا دون أن ندري لماذا سوى قولنا قضاء الله وقدره وبه نؤمن ونحمد الله عليه . انا لله وانا اليه راجعون.. عزاؤنا واحد .