من أعيان مرتين …المدير المتيوي…من طينة نادرة.

يوسف بلحسن  

سباحة، كعادتي في الفضاء الأزرق بحثا عن الأخبار النظيفة ( لا اتابع أخبار القتل والاغتصاب …) والمواضيع الثقافية والفكرية والسياسية ، وجدت تغريدة لأخي مراد المتيوي مع الصورة أدناه حول والده الكريم،تهنئة بعيد ميلاده
.Mon papounet, une vie au service des autres!
Bonne fête Papa ❤

نظرت بتعمق في الصورة .هو بالفعل؛ رغم سنين العمر يظل هو داك الشهم وتلك النظرة الثاقبة لرجل ” دولة ووطن” .أحب مهنته كمدير لمؤسستنا التعليمية فأعطاها لب فكره وضحى بوقته فجاءت امانته صافية وظلت مرحلته مبصومة بمداد الفخر ..كل مرة نقول لابنائنا :”كان عندنا في إعدادية مرتيل مع تدشينها مديرا نطلق عليه لقب “الجبار” (.تشبيها بممثل هندي شهير ترك بصمته في السينما يومها) ..وكنا بقدر خوفنا منه نحبه ونحن صغار…”

قدوم المدير المتيوي لمرتيل سنواتها ، افرز نمودجا في التسيير الإداري لم نكن نعرفه.حقيقة أن مدراء المؤسسات التعليمية كانوا من اشرف خلق الله أمانة وحبا لنا كتلاميذ ولكن طريقة المدير المتيوي كانت مغايرة…كان يقف في باب المؤسسة كالأسد بطوله وهيبته،كنا نخاف منه وقد لا أبالغ إن أضيف حتى الأساتذة والأطر..ولهيبته كان نحسن اللباس المدرسي والتصرفات والاخلاق .والأهم كنا ندرس بجد ..كان وبعد مداهماته المستمرة للأقسام لتتبع الدروس .كانت له سنة حميدة .فعندما تظهر نتائج الدورات كان يلج كالأسد مرة أخرى إلى كل قسم بحدة ويبدأ في سرد النتائج بالتفصيل ثم يتبعها بتوبيخات صارمة لكل متهاون منا.(الا تستحي انت .ابوك بعمل في البحر ويعرض حياته للخطر وانت لا تدرس جيدا …ساعاقبك )وللاخر:” اعرف ان اباك موظف سامي .لا يهمني .انت هنا لتدرس والا فانت تعرف ما ينتظرك).
تلك النظرات الثاقبة وذاك العدل في التعامل بيننا .أكسبه احترامنا وتقدير ابائنا وامهاتنا..كان نمودجا نتمنى أن يعاد لابنائنا مثله.
نحن كانت تربطنا ولا تزال علاقة اخوية أخرى مع أبنائه. ورغم رحيلهم إلى طنجة أحاول قدر المستطاع صلة الرحم .اشهد بانني مقصر واطلب المعدرة من استاذي وعائلته.
حبذا لو نتمكن ‘نحن جيل تلك المرحلة الجميلة، من تنظيم حفل تكريم لمديرنا ولشلة أستاذتتا واستاذاتنا..
عيد ميلاد سعيد سيدي المدير .. واطال الله في عمرك ومتعك بنعمة العافية .
إبنكم: يوسف الغزاوي