أتصور نفسي أقف فرحا ومنهكا في طابور الانتظار الطويل في إحدى المطارات البعيدة بعدما قضيت وقتا طويلا آخر قبله في السيارة متجها من مدينتي نحو المطار البعيد ..
أتصور نفسي هناك أرسم معالم رحلة جميلة مع شلة الأصدقاء ، أعددنا لها مند مدة ،واقتطعنا لها من جيبنا ووقتنا، وبينما تأخدنا ضحكات اللحظة فرحا بالرحلة ،ينزل الخبر الصاعقة ، ( وكالة السفر عرضتكم لمطبة العبث والاحتيال ولم تف بالتزاماتها .!!!؟؟؟ )باختصار ليس هناك سفر ولا رحلة . بعيدا عن التخيل والتصور ، هذا بالفعل ما وقع للأصدقاء في جمعية المحامين الشباب بتطوان ..وعندما قرأنا الخبر في الإعلام لم نصدقه للوهلة الأولى ،رغم أننا تعودنا على كذا عمليات غش واحتيال ،لم نصدقه، لمكانة الجمعية ولاستحالة حتى التفكير في ان هناك من سيتجرأ على مكونات رجال القانون للعب معهم بهذه السخافة المشينة. هذا هو الجزء الأول من القصة وكان ممكنا أن تقف هنا الفصول المهمة لتستمر عجلة الدوران العادية اي .اعتقال الغشاش المتلاعب وضعه قيد الاعتقال .التحقيق المحاكمة. السجن …ولم يكن هناك ليقول ان المحامين وبتطبيقهم للقانون قد ظلموا احدا .بل بالعكس سيقع تعاطف كبير معهم نظرا لما اسلفناه من كثرة ملفات الغش المشاعة في السفريات والرحلات والتي لم تسلم منها حتى المقدسةكالحج. لكن المفاجأة جاءت عندما خرجت جمعية المحامين الشباب بتطوان ببلاغ يشير إلى تنازلها عن متابعة المتهمة بالاحتيال لدواعي إنسانية وعائلية لصاحبتها، موقف جميل يصب في قاعدة العفو عند المقدرة . مقدرة الهيأة على خوض هذه المتابعة حتى النهاية والفوز فيها وبخسائر هامة في صف المحتالة.ولكنها كهياة اجتمعت وقررت التنازل والعفو ..
موقف رجولي/ نسائي يسجل للجمعية.. ببساطة لانه يصب في خانة العلاقات الإنسانية قبل الحقوقية ولأنه يؤكد أن هؤلاء الشباب والشابات من أطر القانون يملكون تلك البصمة التي تترفع عن الحقوق والواجبات وتضعها في مرتبة ثانية أمام قيم التسامح والترفع .وهي قيم ديننا وتقاليدنا ومفخرتنا ولولاها لتحولنا إلى كائنات اليكترونية تتعامل فقط بالفصول والبنود وتنمحي منها البسمة والعفو. برافو لجمعية المحامين الشباب بتطوان. واملنا ان تاخد بعض الشركات المكلفة بالسياحة العبرة وان تصحح خطواتها التعاملية صونا لكرامة المواطن وامواله وتصحيحا للصورة السيئة عنها.