أشكور ..بصيغة المثنى “

يوسف  بلحسن 

لا زال طيف من ذكرى والدهما يحوم في مخيلتي ، رجل تعلو محياه ابتسامة، وتملؤ كيانه أخلاق رفيعة ،مستخدم بسيط مثلنا ، كسب ود الناس وتقديرهم .ينتمي إلى ذاك الجيل الذي جعل من قواعد الدين والأصول ركائزه في تعامله و بناء أسرته….
عندما رحل مبكرا ترك وراءه إرثا كبيرا ، ليس ماديا بل أخلاقيا وها نحن كل مرة نفخر بارثه فخر الانتماء إلى مدينة صغيرة تبصم كل سنة على ميلاد “انسان” آخر يساهم بقسطه في الإصلاح وفق قاعدة “كلنا خلفاء الله في أرضه..”
احمد ومحمد التوأمان الجميلان في كل شيء . سابقا كان يصعب على التمييز بينهما ، الآن بشكل اقل… ههههه….
محمد يناقش رسالة الماستر ونجح في سلك المحاماة وله اسم في الصحافة والعمل الجمعوي..
واحمد قبله ناقش وقبله تولى مهنة الدفاع عن الناس في العمل الجمعوي…والسياسي والثقافي
محمد واحد بشوشان على طول ،احمد مسالم مثلي ومحمد أكثر قوة منا نحن الاثنين….. هههههه…….. وبسبب ذلك وبسبب جرأته في مناقشات الفصائل الطلابية،تسبب لأخيه ،ذات مرة،في لكمة خطأ كانت موجهة أصلا له ….ههههه……
أذكرهما شابان يتحركان بهمة في اللقاءات والوقفات والنضالات ويستمعان بانصات لنا نحن الكبار..كانت تلك الاخلاق الرفيعة تدفعني دائما للحديث إليهما. ودائما كنت أرى فيهما مشروع المستقبل لشباب مدينتي. مثل غيرهما من بنات وأبناء مرتين الجميلة .

الفتيان كبرا واصبحا ربا عائلتيهما ولا زال برهما بامهما واخوتهما كما هو ..نمودج جميل لمجتمع مغربي محافظ راق ورائع .
يمر علينا احدهما أو كلاهما بالمقهى في ساعات المساء ،وعلى عهد السلوك والتقدير يستمران.. احمد يطمح لمتابعة الدراسة يود الحصول على الشهادة الكبرى ، نتحدث في الأمر وأسعد كثيرا لانني أرى فيه مشروع مسؤول، ومواطن صالح وما أحوجنا لامثاله في وطننا.
محمد ، الآن امامه فترة تدريب في المهنة الجديدة،  اكيد ان شعلته متوهجة وحماسه كبير (ويصر على المضي في الصحافة رغم مهنته الجديدة) وهذا بعون الله كاف لنجاحه.
التوأمان كسبا محبة “المحيط ” والأهم احترام الناس.. وباذن الله جزء من بر الولدين يصل إلى المرحوم دعاء وثوابا ،والى الام برا … ولا استغرب ابدا عندما أتابع وقوفهما إلى جانب الضعفاء…
تلك طينة حسنة صقلت بماء الفخر تربية دينيةو عائلية وتكوينا علميا رزينا وتعلما صحبة للاخرين….
ندعو الله أن يبتليكما بفعل الخيرات والإحسان، وان يقدركما.. عليه ،لتنضافا إلى الجيل الجديد المكافح والمحب للناس من أبناء هذه المعشوقة المسماة “مرتين “.